اتفق مراقبون على أن القمة الخليجية تنعقد في ظل «فترة حرجة» تمر بها المنطقة، معتبرين أن الاتحاد الخليجي بات «ضرورة ملحة للحفاظ على أمن الشعوب الخليجية ومكتسباتها»، كما أكدوا أن «إيران لا تزال تمارس الضغط على الوتر الطائفي والمذهبي في المنطقة، وأنها المسؤولة عما يجري من إثارة للقلاقل في دول الخليج»، وأن تترجم رسائل الاطمئنان التي تطلقها إلى «أفعال». وقال عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور فايز الشهري: «إن القمة الخليجية ال34 تعقد في وقت حرج، وبخاصة بعد التطور المفاجئ في العلاقات الغربية - الإيرانية، وعدم وضوح بنود الاتفاق المبرم أخيراً في جنيف»، مشيراً إلى أن الشعوب الخليجية باتت «تتطلع من القمة قرارات جريئة، ومبادرات على مستوى التحديات التي تواجهها الدول الست». وأضاف: «نتطلع أيضاً إلى إعادة صياغة وإيجاد مفهوم واضح لمجلس التعاون، وكيف أن يتحول ليكون أداة ووسيلة لطمأنة الشعوب على مقدراتها ومكتسباتها». رسائل التطمين غير كافية وأكد الشهري أن رسائل التطمين التي تأتي من إيران غير كافية، وقال: «للأسف، إن كل رسائل التطمين تنسفها أفعال إيران عبر جماعاتها في المنطقة». وفي شأن مبادرة الاتحاد الخليجي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين قبل عامين، قال: «هذه المبادرة جريئة، وكل الآمال لدى الشعوب الخليجية بأن تجد صدى في قمة الكويت»، معتبراً أن الدول الخليجية الصغيرة «أكثر المستفيدين من الاتحاد المرتقب، ويجب أن نستوعب بأن المصالح الضيقة لأية دولة خليجية صغيرة ستكون موقتة، والاتحاد سيكون خياراً قوياً ومصلحة دائمة وسيحفظ أمن الخليج، ليس من إيران فقط، وإنما ضد أية تهديدات أخرى، إذا علمنا أنه لا بد من التكتلات، كون المصلحة واحدة والتهديد واحداً والخصوم نفس الخصوم أيضاً». ولفت الشهري إلى أن «الاتحاد أصبح مصلحة تاريخية تتطلع إليها الشعوب وخلق ما يمكن أن نسميه وحدة في مخاطبة العالم، من دون الإضرار بمصالح هذا الدول والحفاظ على المكتسبات». أهمية الاتحاد من جهته، قال رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن صقر: «إن الدول الخليجية يجب أن تستشعر أهمية الاتحاد، على غرار ما تم في تشكيل الاتحاد الأوروبي ومشاركة دول كبرى فيه، فكيف هي الحال لدول لا تستطيع أن تدافع عن نفسها منفردة»؟ مشيراً إلى أنه في حال إقرار الاتحاد الخليجي «سيكون له الأثر في ازدهار المنطقة». وأضاف ابن صقر في حديثه إلى «الحياة» أمس: «نريد سياسية خارجية متفقاً عليها في الدول، وقوة اقتصادية، والاتحاد حافظ على خصوصية الدول». وحذر من التشريع للتدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة العربية، وقال: «هناك مفاوضات دولية مع إيران، وهناك تحديات كبيرة أمام المفاوضات، وستة من القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن ركزت على إيقاف التخصيب من الجانب الإيراني، وهذه في حال نجاحها تعطي إيران الحق في التخصيب لاحقاً»، مؤكداً أن كل ما ترغب فيه دول الخليج من إيران، «تحويل أقوالها إلى أفعال». وأضاف ابن صقر: «السعودية أكدت على حسن النوايا، ودول الخليج تدعو إلى الوفاء في البنود والمراقبة الدقيقة لكل طرف في هذا الاتفاق». وأشار إلى أن تطور العلاقة بين أميركا وإيران، «مرحب به خليجياً، لأن دول التعاون لا ترغب في زعزعة المنطقة، وإنما الاستقرار الكامل وهدوء التوتر، ويجب ألا يكون أي اتفاق على حساب المنطقة». وأضاف: «يجب عدم التشريع لإيران في لعب أي دور بقضايا الدول العربية والأزمات التي تمر بها. وللأسف، أن القمة الخليجية تأتي في ظروف سياسية عدة، منها الانفلات الأمني في العراق، وإيران المسؤولة عن ذلك والضاغطة على الحكومة العراقية، إضافة إلى أزمة سورية ودور حزب الله في لبنان فيها وهو المؤسسة العسكرية، واليمن وتطورات الأوضاع فيه، ورغبة الجنوب في الانفصال، إلى غيرها من الأزمات».