عبرت رئاسة الجمهورية التونسية في بيان أصدرته أمس، عن قلقها البالغ نتيجة عدم توافق الفرقاء السياسيين على اسم رئيس جديد للحكومة، داعيةً كل الأطراف «إلى وضع حد لمسلسل لم يعد مقبولاً لكل التونسيين ويضرب في الصميم صدقية الطبقة السياسية». وكان الرباعي الراعي للحوار الوطني تفادى في وقت سابق، الإعلان عن فشل الحوار بعد إخفاق الأحزاب الموالية والمعارضة في التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من أربعة أشهر إثر اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي. وطالبت رئاسة الجمهورية الأحزاب «بالتوصل سريعاً إلى اتفاق أو التفكير الجدي في مسارات أخرى تحلحل الأزمة في إطار التنظيم الموقت للسلطات وتضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار». وكان رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي استقبل في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، رئيس المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) مصطفى بن جعفر والأمين العام للاتحاد التونسي للشغل وممثل الرباعي الراعي للحوار حسين العباسي ورئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي وزعيم الحزب «الجمهوري» المعارض أحمد نجيب الشابي للدفع في اتجاه إنجاح الحوار وإنهاء الفترة الانتقالية المستمرة منذ ثلاث سنوات إثر هروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وفي سياق متصل، رفض القيادي في «الجبهة الشعبية» عبدالجبار المدوري أن تتحمل الجبهة مسؤولية فشل الحوار معتبراً أن المرشح جلول عياد ليس الشخص المناسب لقيادة البلاد في هذه المرحلة. وقال المدوري: «إن الوزير السابق عياد هو رجل اقتصاد سينفذ سياسات صندوق النقد الدولي التي ستجعل البلاد رهينة للمؤسسات المالية العالمية وتزيد من حجم التداين وتستنزف القدرة الشرائية للمواطنين». وكان الناطق باسم حركة «النهضة» زياد العذاري اتهم «الجبهة الشعبية» (تحالف اليسار والقوميين) بإفشال الحوار الوطني عبر رفضها عياد الذي توافقت عليه غالبية القوى السياسية. من جهة أخرى، حذر رئيس الكتلة الديموقراطية المعارضة النائب محمد الحامدي من أن «فشل الفرقاء السياسيين في التوصل إلى اتفاق سيفتح الباب أمام الفوضى والعنف». وطالب اتحاد الشغل بتغيير أساليب التفاوض وجمع الأحزاب إلى طاولة واحدة للتوافق و «تفادي المناورات السياسية والتراجع عن الالتزامات» قبل انتهاء المهلة التي قدمها الرباعي نهاية الأسبوع المقبل. واعتبر الحامدي أن فشل الحوار سيدفع «الأحزاب الكبرى إلى القيام بصفقة سرية في ما بينها لاقتسام السلطة في إطار محاصصة حزبية» (في إشارة إلى حركة «النهضة» الحاكمة وحركة «نداء تونس» كبرى أحزاب المعارضة) مشدداً على أن حزبه سيتصدى بكل الوسائل إلى مثل هذا السيناريو.