اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي زار قطر أمس، أن جولته الخليجية «أظهرت أن ما يوحّدنا أكثر بكثير من خلافاتنا البسيطة»، مشدداً على أن «مستقبلاً مشتركاً» يجمع دول المنطقة، ومؤكداً وجوب أن تعمل إيران والمملكة العربية السعودية «معاً من اجل السلام والاستقرار». وزار ظريف الذي اعلن أنه سيزور السعودية ودولة الإمارات «قريباً»، قطر في إطار جولة شملت الكويت وسلطنة عُمان، وقال السفير الإيراني في الدوحة ل «الحياة» إنها «ناجحة جداً». وكان ظريف أجاب لدى زيارته الكويت، عن سؤال حول زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد طهران الأسبوع الماضي، ومصير الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران، معلناً استعداد بلاده لإجراء محادثات في شأن جزيرة أبو موسى. وعلّق على ضجة أثارها تصريحه الذي اعتُبر تغييراً محتملاً في نهج طهران، قائلاً: «أعربت بالضبط عن الموقف الرسمي لإيران في شأن قضية جزيرة أبو موسى، واستعدادنا لإجراء محادثات مع دولة الإمارات لإزالة أي سوء فهم حول الجزر». وأشارت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم إلى «عدم دقة» في نقل تصريح ظريف. إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء القطرية (قنا) بأن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وظريف «عرضا العلاقات بين البلدين وسبل تنميتها وتطويرها، إضافة إلى قضايا ذات اهتمام مشترك». وعلمت «الحياة» أن الوزير الإيراني الذي التقى أيضاً نظيره القطري خالد بن محمد العطية، ركّز على «طرح رؤى إيران في شأن مستجدات علاقاتها مع دول الغرب، وآفاق علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي ودعم علاقاتها مع الدوحة». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن ظريف والعطية «اتفقا على ضرورة بدء مرحلة جديدة في العلاقات» بين طهرانوالدوحة، وناقشا «التطورات في المنطقة، لا سيما الأزمة السورية وأوضاع مصر ولبنان»، واتفقا على ضرورة «إيجاد حلول سياسية وسلمية والمساعدة في معالجة الأزمات والمشكلات في المنطقة». واعتبر ظريف الذي دعا الشيخ تميم والعطية إلى زيارة طهران، أن «العلاقات بين البلدين ستدخل مرحلة جديدة»، متحدثاً عن «مستقبل مشترك يجمع دول المنطقة»، على رغم «وجود خلاف في وجهات النظر». ونسبت «إرنا» إلى أمير قطر وصفه اتفاق جنيف بأنه «إنجاز ضخم» لطهران، قائلاً: «ندعو إلى إيران قوية في المنطقة». وأضاف: «ليسَ لقطر أي مشكلة تاريخية مع إيران ونحرص على مزيد من المشاورات الثنائية». ووصف ظريف سلطنة عُمان بأنها «بلد جار يحظى باحترام خاص لدى إيران»، مشيراً إلى أنه ابلغ السلطان قابوس بن سعيد «تقديرنا للدور المحوري الذي أدته السلطنة في تسهيل محادثات (جنيف) والقرارات السلمية حول قضايا». ونقلت وكالة الأنباء العُمانية عن الوزير الإيراني قوله إن طهران «لا تنوي خداع العالم في» شأن برنامجها الذري. وكتب ظريف على موقع «تويتر»: «لقاءاتي مع قادة الكويت وعُمان وقطر أظهرت أن ما يوحّدنا أكثر بكثير من خلافاتنا البسيطة». ونقلت وكالة «فرانس برس» عنه قوله في مسقط: «نعتقد بأن على إيران والسعودية العمل معاً من اجل السلام والاستقرار في المنطقة. أنا مستعد لزيارة السعودية، وأعتقد بوجوب توسيع علاقاتنا معها. نعتبر أنها بلد يتمتع بأهمية بالغة في المنطقة والعالم الإسلامي». واستدرك أن زيارته الرياض مرتبطة فقط ب «ترتيب موعد مناسب للطرفين، وسأزورها قريباً إن شاء الله». في غضون ذلك، اعتبر قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل «عاجزتان» عن شنّ هجوم على إيران، لكنه حذر من «ارتكاب أي حماقة» قائلاً: «القرار المطروح على الطاولة هو إبادة إسرائيل، إذا ارتكبت خطأً تجاه إيران». وأعلن محمد حسن حبيب الله زاده، القائم بالأعمال الإيراني غير المقيم في بريطانيا، أن اجاي شرما، القائم بالأعمال البريطاني غير المقيم في طهران، سيزورها اليوم حيث سيتفقد «المباني الديبلوماسية» لبلاده ويجري محادثات مع ديبلوماسيين إيرانيين. وأضاف انه سيتوجّه إلى لندن للأمر ذاته.