أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من الكويت أمس، رغبة بلاده في فتح «صفحة جديدة» مع دول الخليج، خصوصاً المملكة العربية السعودية التي أشاد ب «خطواتها الإيجابية» في المنطقة. وتطرّق إلى الاتفاق الذي أبرمته إيران في جنيف مع الدول الست المعنية بملفها النووي، مطمئناً دول الخليج إلى أن طهران «لا تخطو أي خطوة على حساب أيّ منها»، كما اعتبر أن الاتفاق «يتيح تسوية الأزمة السورية على النهج ذاته»، مؤكداً أن الحل العسكري «وهم». وأجاب ظريف على سؤال عن زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى طهران الأسبوع الماضي بالقول: «طبيعي أن تحصل خلافات في وجهات النظر بين الجيران، وسنواصل الزيارات لإزالة سوء الفهم في ما يتعلق بكل القضايا، خصوصاً موضوع جزيرة أبو موسى، وسنتحاور مع الأصدقاء في الإمارات لتسوية هذه المشكلة». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكويتية (كونا) بأن ظريف التقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ونقل إليه رسالة شفوية من الرئيس الإيراني حسن روحاني تتعلّق ب «سبل تعزيز العلاقات الثنائية»، فيما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن أمير الكويت «رحّب بدعوة» وجهها إليه روحاني لزيارة طهران، معرباً عن أمله بإجرائها «في أقرب فرصة». ونسبت «إرنا» إلى أمير الكويت قوله إن إيران أوجدت «أجواء من التعامل الأفضل في المنطقة»، مذكّراً بأن الكويت «أعلنت دعمها إيران في الملف النووي، لأن قيادتها حرّمت الأسلحة النووية». وكان ظريف رأس مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة بين البلدين. واعرب الوزير الكويتي عن أمله بأن يرسّخ اتفاق جنيف «الثقة بالطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني... ما يطمئن دول المنطقة وشعوبها». ونقلت «كونا» عن ظريف إعلانه توجّه إيران نحو «فتح صفحة جديدة» مع دول المنطقة، مذكّراً بالطابع «الاستراتيجي» للعلاقات معها. وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي ان «أمن كل بلد في المنطقة يُعتبر أمناً لإيران، كما أن سعادة دول المنطقة من سعادتنا ومشكلاتها هي مشكلاتنا ومستقبلها لا ينفصل عن مستقبلنا». وأشار إلى أن موعد زيارته المرتقبة للسعودية «لم يّحدد بعد»، مضيفاً: «ننظر إلى المملكة بوصفها بلداً مهماً ومؤثراً في المنطقة، ونعمل على تعزير التعاون معها لمصلحة مستقبل المنطقة، ونشيد بالخطوات الإيجابية التي شهدناها من مسؤولي المملكة ونرحب بها». وذكر ظريف أن اتفاق جنيف «لا يحقّق كل أهدافنا ولا أهداف الجانب الآخر»، مستدركاً: «نعتقد بأن تطبيقه سيساهم في بناء الثقة، ونأمل بإزالة عدم الثقة مع أميركا». وأضاف: «الاتفاق ليس على حساب أي بلد في المنطقة، وهو لأمنها ونحن مستعدون للتفاوض مع شركائنا». وخاطب دول الخليج قائلاً: «كونوا على ثقة بأن إيران لا تخطو أي خطوة على حساب أي بلد من بلدانكم». وانتقل ظريف من الكويت إلى سلطنة عُمان حيث سلّم السلطان قابوس رسالة من روحاني أفادت وكالة الأنباء العُمانية بأنها تمحورت حول «مسائل ذات اهتمام مشترك». في غضون ذلك، اتخذت طهران موقفاً متشدداً في شأن اتفاق جنيف، إذ اعتبرته مجرد «بيان سياسي»، مؤكدة أن «إرادتها انتصرت» خلال مفاوضاتها مع الدول الست. كما أعلنت نيتها تشييد اربع محطات نووية جديدة.