قفز مشروع تنظيم «القاعدة» لتجنيد أطفال وتدريبهم على شن هجمات انتحارية تحت اسم «طيور الجنة» الى الواجهة، بعد اعتقال طفل في العاشرة يرتدي حزاماً ناسفاً في الفلوجة قبل تفجير نفسه. و «طيور الجنة» الذي اعتبر أحد تكتيكات «القاعدة» لتجاوز الحصار الأمني ضد التنظيم ابتداء من عام 2008، يعتمد على أطفال لشن أعمال مسلحة، بعضها يتعلق بالمراقبة ونقل الأسلحة، بالاضافة الى تنفيذ هجمات انتحارية. وكانت أولى المعلومات عن التنظيم برزت عام 2008 في القرى بين محافظتي بعقوبة وكركوك شمال العراق، عندما تحدث معتقلون ومصادر استخبارية عن مخطط لاطلاق تنظيمين ل «ألقاعدة»، احدهما لتجنيد انتحاريات على يد من ما بات يعرف ب «حريم القاعدة»، وتدريب أطفال بعضهم فقد ذويه لاستخدامهم في العمليات الإنتحارية. وأعلنت الشرطة أمس انها اعتقلت طفلاً في العاشرة يرتدي حزاماً ناسفاً قبل تفجير نفسه قرب أحد الحواجز الأمنية في عامرية الفلوجة (غرب بغداد). وأكد النقيب أنس العيساوي («فرانس برس») أن «الفتى الذي كان يعمل مع تنظيم القاعدة في زرع عبوات، «أدلى بمعلومات تفيد بأنه غادر منزله في عامرية الفلوجة قبل أربعة أيام ونقله مسلحون الى منطقة السجر حيث تقطن عشائر الجميلات». ونقل الضابط عن الفتى قوله: «وضعوا الحزام حولي اليوم ونقلوني عبر طريق صحراوي في السادسة صباحاً وقبل وصولنا الى حاجز التفتيش، طلبوا مني الترجل والسير على الأقدام وتفجير نفسي عندما يكون الحاجز مكتظاً». وتابع: «توجهت الى الحاجز حوالى الثامنة وكان مزدحماً لكن أحد أفراد الشرطة كان يصرخ في وجهي فاخافني وهربت». وتمكن أحد أفراد الشرطة من الإمساك بالفتى من الخلف فتبين انه يرتدي حزاماً ناسفاً. وكان مسؤول أمني عراقي أبلغ «الحياة» أول من أمس أن معتقلاً كان ينوي تفجير سيارة مفخخة قرب منطقة المسبح وسط بغداد خلال سلسلة الهجمات التي استهدفت سفارات عدد من الدول يبلغ من العمر 13 سنة. لكن مسؤولين أمنيين آخرين لم يؤكدوا هذه المعلومة. وأعلن عن اعتقال أطفال ينتمون الى تنظيم من «طيور الجنة» للمرة الأولى في نيسان (أبريل) العام الماضي عندما أكدت الشرطة في كركوك اعتقال أربعة صبية في الرابعة عشرة ينتمون الى التنظيم. وتؤكد المصادر أن أسلوب «القاعدة» في تجنيد الأطفال يعتمد على أيتام يتم احتضانهم لدى عائلات مرتبطة بالتنظيم وتربيتهم على العمل المسلح. واستخدام الأطفال ليس جديداً على تنظيم «القاعدة»، وتؤكد معلومات أن التنظيم استخدم لفترات طويلة الأطفال والنساء في المراقبة وجمع المعلومات، غير أن الانتقال الى استخدامهم في عمليات انتحارية تم بعد تراجع التنظيم في مناطق نفوذه في الانبار وبعقوبة وبغداد، واعتماده أساليب غير تقليدية في تنفيذ الهجمات باستخدام الحيوانات أو المتخلفين عقلياً أو الأطفال والنساء.