ربما كان حرياً بأسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا أن يفكر ألف مرة قبل أن يقبل بمهمة تدريب منتخب بلاده وقيادته له في مشوار تصفيات مونديال «جنوب أفريقيا 2010»، إذ يمر منتخب «التانغو» بمرحلة حرجة، ويحتل حالياً المركز الخامس في قائمة تضم 10 منتخبات تمثل أميركا الجنوبية، متفوقاً بنقطة وحيدة على الأورغواي قبل نهاية مشوار التصفيات بمباراتين. مارادونا الذي اعتزل كرة القدم عام 1994 بدأ فوراً في عالم التدريب، معتمداً على اسم ذهبي صنعه بعقليته الفذة في عالم كرة القدم، ولعل الفترة التي قضاها ابن الأرجنتين المدلل وهي عدم لعب كرة القدم، على إثر تعاطيه الكوكايين في مونديال «أميركا 1994» هي التي ساهمت في أن يتجه مارادونا إلى التدريب، قبل أن يعود لممارسة كرة القدم في أحضان قلعة «بومبونيرا» الملعب الذي يحتضن مواجهات قطب الكرة الأرجنتينية الآخر بوكا جونيورز. ويعتقد الكثيرون أن مارادونا لم يوفق في مسيرته التدريبية على صعيد الأندية، فكيف يتم اختياره ليدرب المنتخب الذي ينتظر منه أن ينافس على لقب كأس العالم الصيف المقبل، وهذا الأمر هو الذي وضع الفريق القومي الأرجنتيني في موقعه الحرج في الفترة الحالية. ولم ينجح الفتى الذهبي في تاريخ كرة القدم في قيادة دفة سفينة «بلاد الفضة» التي يبدو أنها في الطريق لعدم اللعب في المونديال الأفريقي، إذ خاض الأرجنتينيون معه 5 لقاءات خسروا 3 منها وكسبوا 2، كان آخر اللقاءات التي خسروها أمام الجار اللدود المنتخب البرازيلي بثلاثة أهداف لهدف، ليخرج مارادونا بعد اللقاء مباشرة ويؤكد أنه «لابد من مواصلة العمل، ليس علينا أن نيأس، سنواجه باراغواي بكل الروح التي لدينا». وبدأ رصيد مارادونا في قلوب محبيه في التراجع، وهو ما أكده استطلاع للرأي أجراه موقع صحيفة «لاناسيون»، إذ أكدت نسبة 53 في المئة من إجمالي 6478 مشاركاً أن الفريق لن يذهب إلى جنوب افريقيا، في مقابل 29 في المئة يعتقدون بأن الفريق سيخوض الدور الفاصل أمام رابع الكونكاكاف، فيما تعتقد نسبة 18 في المئة فقط أن الفريق سيتأهل مباشرة إلى كأس العالم. وفي استطلاع آخر لصحيفة «كلارين» بعد اللقاء الأخير أمام البرازيل، أكدت نسبة 66.8 في المئة أن الأرجنتين لن تتأهل إلى كأس العالم، في مقابل 33.2 في المئة أبدوا اعتقادهم بقدرتها على ذلك.