أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه سيزور دولة الإمارات اليوم، وحض دول الخليج على «ألا تقع في فخ أكاذيب المتطرفين ودعاة الحرب». كما دعا طلاباً إيرانيين إلى التخلي عن عقلية الحرب الباردة، لافتاً إلى «تبلور شكل جديد من العلاقات الدولية». وتحدثت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم عن «زيارة مرتقبة» للرياض يقوم بها رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، لافتة إلى أنها «ستتمّ لتمهيد قاعدة تطوير العلاقات» بين السعودية وإيران. وذكر ظريف انه يلتقي في الإمارات أبرز مسؤولي «البلد الجار في أبوظبي ودبي»، معرباً عن أمله بأن يجتمع مع أبناء الجالية الإيرانية أيضاً. وتطرّق مجدداً إلى ما نُسِب إليه حول استعداد طهران لمناقشة قضية جزيرة أبو موسى المحتلة مع أبوظبي، قائلاً إنه اكتفى، رداً على سؤال حول الجزر الإماراتية الثلاث، ب «تكرار موقف إيران إننا على استعداد للبحث مع الإمارات في شأن سوء الفهم في ما يتعلّق بجزيرة أبو موسى». وأسِف ل «أخبار مفبركة وموجّهة»، معتبراً أنها «تثير شبهة (مفادها) أن وزير الخارجية الإيراني يفكّر في التفاوض حول السيادة على أرض إيران، وهذا أمر خطر بالنسبة إلى البلاد». واعتبر أن إيران والسعودية «بلدان كبيران ومهمان، سيضمن تعاونهما أمن المنطقة واستقرارها»، معرباً عن أمله بتبديد «سوء الفهم وأن تشهد العلاقات مع السعودية مزيداً من التطور». وقال لقناة «الجزيرة»: «إن شاء الله سأزور السعودية قريباً، والمشكلة الوحيدة هي تحديد موعد الزيارة من الطرفين». ودعا دول الخليج إلى إنهاء «خلافاتها لترسيخ الاستقرار الإقليمي، وأن تبحث عن تسوية للأزمة السورية، وهي مأساة مخجلة للمسلمين، شيعة وسنّة». وأضاف: «الدول المطلة على جنوب الخليج مهمة جداً لأمن إيران وتقدّمها، وعلينا ألا نسمح بأن تقع في فخ أكاذيب المتطرفين ودعاة الحرب». ورجّح «فشل تحقيق الأمن عبر إلغاء آخرين أو زعزعة أمنهم». وأشار ظريف إلى أن زيارته الكويت وسلطنة عُمان وقطر كانت «ضرورية وممتازة، أفضت إلى اتفاق يوصي بإجراء مشاورات سياسية منتظمة على جميع الصعد». وأعرب عن اعتقاده بإمكان إبرام «اتفاق دائم» بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، مستدركاً أن «سلوك أميركا ودول غربية يبدد الثقة». وكرّر أن «لا علاقة للاتفاق النووي بدول المنطقة»، نافياً وجود «قنوات خلفية سرية» مع واشنطن مهّدت لاتفاق جنيف. ودعا ظريف إلى التخلي عن عقلية الحرب الباردة، معتبراً أنها فشلت في تحقيق «المصالح الوطنية». وقال لطلاب في جامعة طهران: «نمرّ الآن في ما تُسمى مرحلة انتقالية تعني أن الماضي رحل ويتبلور شكل جديد من العلاقات الدولية. لذلك لا يمكننا أن نتأكد من وجود عالم ثنائي القطب أو متعدد الأقطاب... ما يتيح لقوى متوسطة مثلنا التحرّك وما يعزّز المصالح الوطنية». وفيما يتوجّه رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني إلى سلطنة عُمان اليوم، حيث سيلتقي السلطان قابوس بن سعيد، أعلنت أفخم أن خبراء من إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) سيلتقون في فيينا في 9 و10 الشهر الجاري، في حضور خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ل «وضع خطة عمل مشتركة» تتيح تطبيق اتفاق جنيف.