أدت سلسلة هجمات استهدفت مواقع للشرطة والجيش في أنحاء متفرقة من العراق، إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص أمس، نصفهم في هجومين انتحاريين في الموصل، فيما عثر على جثتي شقيقين من عناصر «الصحوة» في بعقوبة، بعدما خطفهما مسلحون من منزلهما.(أ ب، رويترز، أ ف ب) وفجر انتحاري نفسه عند نقطة تفتيش للشرطة في حي الشفاء في غرب الموصل (390 كلم شمال بغداد)، فقتل أربعة من رجال الشرطة وأصاب أربعة آخرين، (اثنان منهم في حال الخطر)، فيما هاجم انتحاريان آخران مدخل قاعدة عسكرية قريبة بعد نصف ساعة من الهجوم الأول، فقتلا جندياً وأصابا خمسة آخرين. وفي مدينة تلعفر القريبة من الحدود العراقية - السورية، تمكنت قوات الجيش من إحباط هجوم بسيارة مفخخة فجرتها بإطلاق النار عليها وهي تسرع باتجاه سوق للماشية. وقال ضابط في اللواء العاشر إن «قواتنا تمكنت من رصد انتحاري حاول تفجير نفسه في سوق للماشية، وسط تلعفر، وأطلقت النار عليه ما أسفر عن مقتله... وتمكنت القوة من تفجير السيارة المفخخة من دون وقوع إصابات». أما في بغداد، فقال مصدر في وزارة الداخلية إن «اثنين من الشرطة قتلا وجُرح ثمانية آخرون، بينهم أربعة من الشرطة، بانفجار عبوتين ناسفتين». وأوضح أن «العبوتين انفجرتا قرب دورية للشرطة في شارع فلسطين» شرق العاصمة. وتسبب الانفجار في تحطيم واجهات المتاجر. وفي كركوك، قال النقيب في الشرطة أحمد البرزنجي إن فتاة (16 سنة) قتلت وأصيب خمسة من عناصر الشرطة بينهم ضابط برتبة نقيب بانفجار «عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة في حي الأسرى والمفقودين» شرق المدينة. إلى ذلك، أعلن مصدر في غرفة عمليات الشرطة في بعقوبة أن «أربعة مسلحين يرتدون زياً عسكرياً اقتحموا أحد المنازل في ناحية العظيم وخطفوا شقيقين (20 و22 سنة)، بعد أن احتجزوا بقية أفراد العائلة في إحدى الغرف». وأضاف أن «الشقيقين من عناصر الصحوة في ناحية العظيم»، وهي عبارة عن سهل محاذ لمحافظة صلاح الدين. وأشار إلى أن «دورية للشرطة عثرت فجر (أمس) على جثتي الشقيقين على جانب الطريق مصابتين بطلقات نارية، وأياديهما مقيدة وأعينهما معصوبة». واعتبرت قيادات مجالس «الصحوة» في ديالى تصاعد عمليات الاستهداف المنظم لعناصرها «نتيجة حتمية» لسحب تراخيص حمل السلاح منهم، «ما أدى إلى تحولهم أهدافاً سهلة لتنظيم القاعدة». وقال المسؤول في التنظيم أبو الفوز العراقي ل «الحياة» إن «المجموعات المسلحة ما زالت تحتفظ بقياديين آخرين خطفا أيضاً»، فيما أكد مسؤول في الشرطة ل «الحياة» أن «عملية بحث وتقصي جارية لتحرير المختطفين». وكان اثنان من قادة الصحوة قُتلا قبل يومين في ناحية بهرز في محافظة ديالى أيضاً. وينتقد مسؤولون في «الصحوة» صمت الأجهزة الأمنية عن الاستهدافات التي أعقبت أزمة سحب تراخيص الأسلحة من عناصر التنظيم الذين يقدر عددهم بنحو أربعة آلاف. ويؤكد القيادي في «الصحوة» أبو عزام التميمي ل «الحياة» أن «قرار سحب تراخيص حمل السلاح كان خطأ والأدهى أن القيادات الأمنية لا تدرك ما فعلت... لقد أعطى القرار الذي أربك الصحوة الضوء الأخضر للقاعدة وغيرها بقتلنا». وشن 150 من أبناء العشائر في ناحية العظيم عمليات بحث عن المختطفين اللذين لا يزال مصيرهما مجهولاً. وقال الشيخ خميس العبيدي، وهو أحد وجهاء المنطقة، ل «الحياة» إن 45 مسلحاً من أبناء عشيرته يشاركون في حملة بحث واسعة، فيما يتعقب آخرون المجموعة التي نفذت عملية الخطف. وتشهد بلدات مختلفة في محافظة ديالى عودة قوية لظاهرة خطف الفتيات. وأبدى مسؤولون تخوفهم من وقوف جهات تمتهن الاتجار بالنساء وراء عمليات الخطف. وقال مسؤول أمني طلب عدم ذكر اسمه ل «الحياة» إن «الأجهزة الأمنية تمكنت من تحرير فتاتين خطفتا قبل أيام ونقلتا إلى منزل مهجور شرق قضاء المقدادية». وأعرب عن خشيته من «وجود نشاط لعصابات تمتهن الخطف والتجارة بالنساء»، داعياً «الأسر المنكوبة بفتياتها إلى الخروج عن صمتها الذي تفرضه العادات والتقاليد بالإبلاغ عن أي حالات خطف».