إفتتح الفنان التشكيلي البريطاني توم يانغ أحدث معارضه في العاصمة اللبنانيةبيروت في "البيت الزهري"، الذي بُني في القرن التاسع عشر. كان يانغ قد أقام معرضاً مماثلاً العام الماضي في فيلا باراديسو في منطقة الجميزة في بيروت. وزار يانغ العاصمة اللبنانية لأول مرة في عام 2006 لتنفيذ مشروع فني بالمدينة. ويقول الفنان إنه شعر بارتباط عاطفي بلبنان خلال إقامته في البلد الذي أُعجب بصمود أهله وإقبالهم على الحياة. ثم قرر يانغ العودة إلى لبنان بعد أن تركت الحرب الإسرائيلية في تموز (يوليو) 2006، "أثراً كبيراً في نفسه" حين أدار ورشة عمل للأطفال في ضاحية بيروت الجنوبية، لمساعدتهم على التعافي من صدمات الصراع. واستكمل يانغ تجديد فيلا باراديسو في حزيران (يونيو) 2013، بعد أن ظلت مهجورة منذ عام 1975 وأقام فيها أول معارضه الفنية في لبنان. وطرق الفنان أبواب البيت الزهري في نيسان (أبريل) 2014، وسأل مُلاك المنزل أن يسمحوا له بالرسم فيه. وتوَج أحدث مشروع فني لتوم يانغ بافتتاح معرضه الجديد تحت عنوان "في البيت الزهري". وقال يانغ "أحببت هذا المنزل منذ وقعت عيني عليه في عام 2006. ربما يكون أحب وأشهر منزل في بيروت". وتابع "كنت أسير على الكورنيش ذات يوم مع زوجتي.. في عيد القيامة.. رأينا ملابس مغسولة منشورة على حبل في الشرفة، فعلمنا أن البيت لا بد أن يكون به ساكن. البيت به أضرار كثيرة من الخارج. ذهبت وطرقت الباب وقالت زوجتي تعال.. لنفعل ذلك. ثم قابلت ساكنة البيت فايزة الخازن التي عاشت أسرتها هنا 50 عاماً، وهي محبة للفن ومبدعة ومثقفة جداً. دعتني لأرسم هنا فقضيت الأشهر الستة الماضية أرسم هنا". واكتشف يانغ أن مالكة البيت كانت توشك على الانتقال منه، فدفعه ذلك إلى الإسراع في تنفيذ مشروعه الفني. وجددت بعض أجزاء البيت الزهري لاستقبال الزائرين لمعرض توم يانغ. ووجهت دعوة للمالكة السابقة فايزة الخازن لحضور حفل الإفتتاح. ويضم معرض "في البيت الزهري" 40 لوحة بريشة توم يانغ عن البيت القديم وبيروت. ويضم المعرض في جانب منه تكويناً لبعض لوحات الفنان التشكيلي والمعماري الراحل سامي الخازن شقيق فايزة، الذي كان يقيم أيضا في المنزل. وذكر يانغ أنه يعتبر اللوحات التي رسمها في البيت الزهري، امتداداً للإبداع الذي كان مزدهرا سنوات طوال في المنزل. ويستمر معرض "في البيت الزهري" إلى الحادي والثلاثين من كانون الأول (ديسمبر) وسيستضيف البيت الزهري خلال تلك الفترة الزمنية، معرضاً لفن النحت وعروضاً مسرحية وموسيقية وسينمائية، فضلاً عن عدد من ورش العمل والمحاضرات الفنية.