تُطلق منظمة «أوكسفام» اليوم الثلثاء نداء جديداً لتقديم المساعدات للاجئين السوريين، وسط تحذيرات من زيادة المخاطر الصحية التي يتعرضون لها مع قدوم فصل الشتاء. وأشارت المنظمة في تقرير سيصدر اليوم إلى أن كثيرين من اللاجئين سيواجهون «انخفاض درجات الحرارة في لبنانوالأردن بالملابس الصيفية التي جاؤوا بها من سورية. فقد اقترب الشتاء القارس، وكثير من اللاجئين يعيشون في خيام لا يفصلهم عن برودة أرضها، عند النوم، سوى حصيرة أو فرش رفيع». ولاحظت المنظمة الخيرية أن عدد اللاجئين السوريين إلى دول الجوار ارتفع منذ الشتاء الماضي أربعة أضعاف عما كان عليه قبل عام مضى. فقد ارتفع عددهم في لبنان من 100 ألف في كانون الأول (ديسمبر) 2012 إلى قرابة المليون الآن. ويعيش نحو 65 في المئة منهم في شمال لبنان وسهل البقاع الذي يشهد أمطاراً وتساقطاً للثلوج وانخفاضاً شديداً في درجات الحرارة. أما في الأردن الذي تم فيه تسجيل 550 ألف لاجئ سوري، فيعيش 80 في المئة من اللاجئين في مجتمعات مضيفة، ومعظمهم يقيم في أماكن مستأجرة مكتظة ومتدنية المستوى، أو في خيام، أو مآوٍ موقتة. وخلال الشهر الماضي، قامت ميشيل دوكري، بطلة مسلسل «داونتاون آبي»، بزيارة للاجئين سوريين في الأردن، وهي ستشارك اليوم في إطلاق نداء أوكسفام الجديد للعطاء، والذي يستمر على مدار 12 يوماً، للمساهمة في جمع مليون جنيه إسترليني (1.6 مليون دولار) لاستجابة الطوارئ للأزمة السورية. وتقول ميشيل دوكري: «لا أجد كلمات يمكن أن تصف ما شاهدت وما سمعت في رحلتي. فقد التقيت عائلات تركت بيوتاً أنفقت عمرها في بنائها، وأمهات فررن بأطفالهن، تاركات الزوج والأحباب هناك، ولا تعرفن متى سيلتئم الشمل مرة أخرى. معاناة كل من قابلت من لاجئين يصعب استيعابها. رأيت أسراً تعيش في مخيمات شاسعة، أو في خيام على جانب الطريق، أو مساكن مستأجرة مزرية، أنهكت فيها الرطوبة صحة الأطفال والعجائز. وأخبرتني أمهات أن صغارهن لا يستطيعون النوم من شدة البرودة. برودة لن تزداد إلا سوءاً». وفي الأردن، قال لاجئون يعيشون في جاوه قرب عمّان، إن خيامهم اجتاحتها المياه لمجرد استمرار هطول الأمطار لساعة واحدة فقط. وفي أثناء أمطار شديدة هطلت مؤخراً، لجأ الكثيرون إلى حفر قنوات في الأرض، في محاولة يائسة لتصريف مياه المطر (التي اختلطت بمياه الصرف الناتجة من مراحيض موقتة قريبة من الخيام) بعيداً من خيامهم. وستبدأ أوكسفام قريباً في توزيع مجموعات أدوات خاصة للشتاء. ففي الأردن سيتم توزيع أغطية ومدافئ تعمل بالغاز (مع توفير الغاز اللازم لمدة أربعة أشهر) وملاءات بلاستيكية لحماية الخيام من الأمطار والثلوج. اما في لبنان، فبالإضافة إلى مجموعات أدوات الشتاء، سيتلقى لاجئون مساعدات نقدية أو كوبونات شتوية. ويقول الدكتور وليد عمار، المدير العام لوزارة الصحة العامة اللبنانية: «نتوقع الأسوأ هذا الشتاء. كانت الأمور تحت سيطرة أفضل العام الماضي، ولكن اللاجئين أصبحوا يتدفقون الآن على العيادات الحكومية في شتى أنحاء البلاد، مما جعلها في حاجة إلى المزيد من الأمصال، والأدوية الأساسية، وعلاجات وأدوات الصحة الإنجابية، لتقديم خدماتها لكل هذه الأعداد». وفي جنيف (أ ف ب)، حذّر الاتحاد الدولي للصليب الأحمر الاثنين من أن مليون سوري على الأقل يعانون بانتظام من نقص الغذاء بينما تعوق المعارك والحواجز العسكرية توزيع المساعدات الغذائية. وأعلن مدير ادارة الكوارث والازمات في الاتحاد سيمون اكليشال في مؤتمر صحافي انه «تقدير تقريبي» للعدد طالباً المزيد من الأموال لسورية. وقد ضاعف الاتحاد الدولي للصليب الأحمر فعلاً مطالبه وبات في حاجة الى 106 ملايين فرنك سويسري (86 مليون يورو) مقابل 53 مليون فرنك سويسري سابقاً. وبعد ثلاث سنوات من اعمال العنف اصبح ثلث سكان سورية قبل النزاع (اي نحو سبعة ملايين شخص) يعيشون بفضل المساعدة الانسانية. وأوضح اكليشال ان الهلال الاحمر العربي السوري يوزع القسم الأكبر من هذه المساعدة، لكنه «لا يتمكن من الوصول بشكل غير منتظم سوى الى 85 في المئة من الاراضي» السورية. وقال والتر كوت مساعد الأمين العام للاتحاد الدولي للصليب الأحمر «إننا حقاً في حاجة الى التركيز على انها أزمة إنسانية ضخمة يسقط فيها ضحايا كل يوم». من جانب آخر، أعرب الاتحاد عن قلقه المتزايد لأن مع حلول فصل الشتاء سيحتاج عدد اكبر من الاشخاص الى المساعدة، بينما سيصعب توزيعها في بعض مناطق البلاد.