اكد رئيس حزب «الكتائب» الرئيس امين الجميّل ان «الوضع في لبنان خطير جداً ولا يمكن ان يستمر الفراغ القاتل والعبثي الذي نعيشه وهو غير مقبول وكأننا قاصرون في مواجهة الاستحقاقات». ورأى بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي ان «الامور من حولنا تتطور، أكان لجهة الاتفاق الايراني مع المجتمع الدولي أم لجهة ما يحصل في سورية ومصر وكل الجوار... وهذا شيء ينذر بأخطر الانعكاسات على الساحة اللبنانية، اضافة الى ازمة النزوح... في مقابل ذلك نحن نتفرج وكأننا في غيبوبة او في استقالة من كل المسؤولية الوطنية». وشدد على ان «المطلوب تشكيل حكومة في اسرع وقت والكف عن وضع الشروط والشروط المضادة والحسابات الضيقة... وأن ننكب على تشكيل حكومة قادرة تواجه الاستحقاقات وتعالج القضايا المعيشية على ابواب الشتاء». وأضاف: «طالبنا بحكومة جامعة وقادرة لكي تتحمّل مسؤولياتها ولتحضر للانتخابات الرئاسية»، مشيراً الى ان «من غير المقبول ما نسمعه من تعليقات صحافية من اننا سنعيش فراغاً رئيسياً، فهذا يخرج عن اطار المصلحة الوطنية واستقرار المؤسسات الدستورية وثقة اللبنانيين بمؤسسات الدولة وثقة العالم بالمؤسسات اللبنانية». وتابع: «حبذا لو ان الاتفاق الايراني يكون مقدمة لمزيد من الاستقرار في المنطقة وخصوصاً في لبنان والجميع يعلم ان معظم مشاكلنا هي نتيجة التطورات في المنطقة». وإذ اكد ان «حياد لبنان هو حياد فعال»، اعتبر ان «على لبنان ان يقوم بدوره في اطار التشجيع على عقد مؤتمر «جنيف 2» لأن من مصلحة لبنان كما الشعب السوري ان ينجح هذا المؤتمر ويؤدي الى نتائج عملية. فلبنان اليوم اسير لما يحصل في سورية». وأوضح الجميل ان «حزب الكتائب على تواصل دائم مع كل الاطراف ولن نوفر اي جهد او اتصال مع التمسك بثوابتنا ومبادئنا والتحالف الواسع الذي نناضل من خلاله ويهمنا ان تعود وتجتمع العائلة اللبنانية الكبيرة لنذلل الصعوبات والعقد بهدف تحقيق طموحات الشعب اللبناني في السلام والاستقرار». ورداً على سؤال، اكد «اننا وضعنا انفسنا منذ اليوم الاول بتصرف الرئيس المكلف تمام سلام واقترحنا عليه ألا يتوقف عند منطق الأعداد والأرقام وأن يتجاوز هذا المنطق»، مضيفاً: «حرام علينا ان نتوقف عند تعقيدات كهذه لا تخدم المصلحة الوطنية، اذ ان لا تأثير لمنطق العدد لأننا نعلم ان القرارات ستتخذ بالتوافق، اضافة على ذلك اننا مقبلون على انتخابات رئاسية في ايار (مايو) وعندها تسقط صلاحية الحكومة فحرام وضع التعقيدات والشروط». وتابع: «آن الاوان للتفاهم على حكومة في اسرع وقت وأن ندخل في البيان الوزاري الحد الادنى من القواسم المشتركة التي يمكن الاتفاق عليها ونتجاهل كل ما تبقى، وأن نترفع عن كل الحساسيات والحسابات الضيقة». ولفت الى ان قضية الرئاسة موضوع مهم و «نحن نريد رئيساً لديه عصب كافٍ لمواجهة كل الاستحقاقات»، معتبراً ان «شخص الرئيس هو برنامجه ويجب ان يكون لديه تاريخ يشهد له ويملك تجربة ويتمتع بثقة الناس». ورأى الجميّل ان لبنان يمرّ بمرحلة خطيرة ونحن على مفترق طرق «نكون او لا نكون» نظراً للتغيرات التي تشهدها المنطقة ولتفكك الكيانات»، مشدداً على «وجوب ان يحافظ لبنان على دوره ورسالته ونريد رئيساً يتحمّل هذه المسؤولية لا رئيساً لا لون ولا طعم له». وعن مشاركة «حزب الله» في الحكومة، اوضح انه «لا يمكن اي طرف ان يفرض على الفريق الآخر من يمثله، فهناك طائفة شيعية انتخبت نوابها وانتدبت من يمثلها، فكيف لي ان ارفض هؤلاء؟، مضيفاً: «مع احترامنا لجميع المستقلين من الشيعة، إلا ان «حزب الله» وحركة «امل» يمثلون الغالبية في المجلس النيابي، ولا يمكن ان نطرح تساؤلاً كهذا ان كانت المصلحة الوطنية تقتضي مصلحة كهذه». وشدد على انه «لا يمكن ان انادي بالنظام الديموقراطي والمشاركة وأرفض التعاطي مع من انتدبه الشعب كما لا يمكن الحديث عن شراكة وطنية وأرفض التعاطي مع الآخر». والتقى الراعي مساء أمس رئيس كتلة «المستقبل» النيابية، الرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد ضم النواب: أحمد فتفت، هادي حبيش، عاطف مجدلاني ونبيل دوفريج. وتناول اللقاء الوضع في طرابلس، والملف الحكومي. وتم التشديد على تضافر الجهود لعدم حصول فراغ، وضرورة تشكيل الحكومة واجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.