صاحب انتهاء المؤتمر العالمي للإيدز لعام 2012م في الأسبوع الماضي في العاصمة الأمريكية إصدار إعلان واشنطن دي سي للقضاء على الإيدز الذي أستعرض ملخصا لمحتواه في ما يلي. ويعكس هذا الإعلان الحماس الذي ساد المؤتمر بأن بداية نهاية وباء الإيدز قد حانت وأن العالم يملك حاليا من الوسائل ما يكفي لبدء العد التنازلي لهذا الوباء، ونشأة جيل جديد خال من المرض. هذا على الرغم من أن الجميع يعلم أن تحقيق هذا الهدف يتطلب الكثير من التفاني والتنظيم والإنفاق السخي. قد يستغرب البعض أن يسود مثل هذا التفاؤل في أكبر تجمع عالمي لمناقشة الإيدز حضره 24000 شخص، مع أنه لم يتم حتى الآن اكتشاف دواء يقضي نهائيا على عدوى فيروس الإيدز ويخلص الجسم منه أو اكتشاف لقاح يمنع الإصابة به من الأساس. السر يكمن في فعالية العلاجات المتوفرة حاليا إلى الحد الذي يمكنها من وقف تكاثر الفيروس، حتى وإن ظل كامنا في الجسم، ولكنه يصبح غير قادر على إحداث ضرر بالجهاز المناعي أو الانتقال من الشخص المصاب إلى شخص آخر. وهكذا يصبح العلاج المتوفر حاليا وسيلة فاعلة لوقف تدهور الحالة الصحية للمريض ومنع حدوث الأمراض الانتهازية المصاحبة للإيدز، وكذلك وقف العدوى من أي أم مصابة إلى طفلها، بل وقف العدوى بطريق الجنس بين أي شخص وآخر. يدعو إعلان واشنطون دي سي إلى زيادة الإنفاق على محاربة الوباء، وإلى التأكد من توفير الوقاية والعلاج والرعاية المتماشية كلها مع حقوق الإنسان لجميع الفئات المعرضة لخطر الإصابة. ينبغي التأكد من عدم استبعاد أي فئة مهما كانت. يجب القضاء على وصمة العار والتمييز ضد المصابين بالمرض وأن تكفل لهم كافة حقوقهم. يجب إتاحة فحص الإيدز على أوسع نطاق بحيث يصبح أي شخص معرض قادرا على معرفة إصابته أو سلامته من المرض، كما يجب توفير المشورة ووسائل الوقاية والرعاية والدعم. يجب توفير العلاج لكل النساء الحوامل والمرضعات المصابات بالعدوى لمنع انتقال العدوى إلى أطفالهن، ما يعني القضاء على أية حالة عدوى جديدة بين الأطفال. يجب إتاحة الوصول إلى العلاج لجميع المصابين بدون استثناء. وتشخيص وعلاج مرض السل الذي يعتبر أحد أهم الأمراض الانتهازية المصاحبة للإيدز. والعمل على تعجيل الأبحاث العلمية الهادفة إلى كشف وسائل جديدة لعلاج الإيدز أو الوقاية منه، بما في ذلك الوقاية قبل الإصابة، وعلى حسن إيصال كل الوسائل الفاعلة المتاحة مثل الواقي الجنسي والعلاجات الوقائية. وأخيرا: إشراك الفئات المعرضة والمتأثرة بالإصابة في كافة جوانب المواجهة مع المرض. أسهم مؤتمر الإيدز العالمي 2012 في واشنطن دي سي في إشعال الحماس للقضاء على الإيدز ، ونرجو ألا يخبت هذا الحماس إلا بعد أن يتلقى هذا الوباء هزيمة كاسحة تعادل كل ما سببه من أضرار وآلام للبشرية.