أكدت مصادر محلية في محافظة عمران (50 كيلومتراً شمال صنعاء) أن طائرة حربية قصفت تجمعاً عشوائياً للاجئين في منطقة العادي شرق حرف سفيان أول من أمس ما أدى إلى مقتل أكثر من 80 نازحاً على الأقل، فيما اتهمت قيادة التمرد الحوثي الحكومة بارتكاب «مجازر جماعية بحق مدنيين ونازحين أبرياء». وأوضح أحد هذه المصادر ل«الحياة» أن الضحايا كانوا نزحوا من حرف سفيان نتيجة القتال الدائر بين الجيش والحوثيين، وليست لهم أي علاقة بالمتمردين. وأفادت مصادر قبلية أن مئات من أهالي الضحايا شيعوا جثثهم في مكان الهجوم ودفنوها في مقبرة جماعية بعد جمع الاشلاء من المكان، إذ كان بعضها مشوهاً بشكل كامل. وذكر شهود أن طائرة حربية استهدفت ظهر الاربعاء لاجئين فارين من المعارك كانوا متجمعين في شكل عشوائي تحت الأشجار في منطقة العادي. وأوضحوا أن معظم الضحايا من النساء والأطفال. وفي أول تعليق حكومي على الحادث، ذكر مصدر رسمي لم يكشف اسمه أن القصف «استهدف متمردين حوثيين أطلقوا النار من بين النازحين»، لكنه لم يؤكد حصيلة الضحايا. وفي وقت لاحق، أكد مصدر في اللجنة الامنية العليا على موقع «26 سبتمبر.نت» التابع لوزارة الدفاع أن الحكومة شكلت لجنة للتحقيق في «مزاعم» مقتل أكثر من 80 لاجئاً مدنياً من دون تأكيد حصول الواقعة الدامية.ونفى المصدر وجود أي تجمعات للنازحين في تلك المنطقة، وقال إنها «منطقة عمليات عسكرية وتجمع للعناصر الارهابية التخريبية». وكانت قيادة التمرد الحوثي أصدرت بياناً أشارت فيه الى «سقوط ضحايا بالعشرات وتناثر الجثث عشرات الأمتار» نتيجة الغارة، واتهمت «السلطة الدموية» بارتكاب «مجزرة جماعية» و«انتقام جماعي» من اللاجئين. كما وزعت قيادة التمرد الحوثي رسالة ثانية تحمل تاريخ الثلثاء الماضي موجهة الى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، أكدت فيها رغبتها في الوقف الفوري للنزاع الذي انفجر مجدداً في 11 آب (اغسطس) الماضي في ما بات يعرف ب«الحرب السادسة» في اطار الصراع المستمر منذ العام 2004. وقال قائد التمرد عبدالملك الحوثي في الرسالة الصادرة عن مكتبه الاعلامي: «نعلن من جانبنا رغبتنا في الوقف الفوري للحرب ومن دون شروط، واعتماد أسلوب الحوار والتفاوض لحل قضية صعدة»، المحافظة اليمنية الشمالية ومعقل التمرد الزيدي الحوثي. كما أكد أن قيادة التمرد ترحب «بلجان مستقلة تراقب تطبيق وقف النار ومتابعة أعمال الإغاثة». وسبق للحكومة أن وضعت ستة شروط لوقف النار من بينها انسحاب المتمردين من المدن وفتح الطرقات والنزول من الجبال وتسليم الاسلحة. من جهتها، أفادت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الانسان ومقرها نيويورك (أ ف ب)، نقلاً عن شهود أن 87 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين قُتلوا في الغارة. وفي بيان أصدرته، دعت المنظمة الحكومة اليمنية الى «اجراء تحقيق في شكل فوري وحيادي لتحديد المسؤوليات»، والأطراف الى «احترام مبدأ عدم استهداف المدنيين بحسب القانون الدولي». من جهته، قال مصدر عسكري مسؤول إن القوات المسلحة سيطرت على عدد من التلال المطلة على منطقة دماج في محافظة صعدة، وعلى موقعين لعناصر «الإرهاب والتمرد» في المنطقة ذاتها بعد اشتباكات عنيفة معها كبدتهم فيها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وأشارت مصادر الى مقتل العقيد مسعد المعصري قائد سرية مشاه في اللواء 105 في منطقة الملاحيظ في صعدة خلال المواجهات مع عناصر «الحوثي» هناك.