قال مصدر فرنسي مسؤول مطلع على الملف السوري، إن روسيا تريد حصر الإعدادات لمؤتمر «جنيف2» بينها وبين الولاياتالمتحدة والمبعوث الدولي -العربي الأخضر الإبراهيمي، وإنها ترفض مشاركة فرنسا وبريطانيا الدولتين دائمتي العضوية في مجلس الأمن في المشاورات قبل المؤتمر الذي ستدعى إليه الدول الخمس دائمة العضوية. وتابع المصدر أن «روسيا التي تحتاج إلى مشاركة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وبعض دول المنطقة في المؤتمر الدولي، لا تريد تعقيد الترتيبات لهذا الاجتماع بمواقف باريس في التحضير»، مشيراً إلى أن الإبراهيمي «في الاتجاه نفسه» وإلى أن العلاقة بين باريس والمبعوث الدولي -العربي «مؤدبة، غير أنه يهمل رأي الأوروبيين لكثرة تركيزه على علاقته المحصورة بروسياوالولاياتالمتحدة». وزاد أن الإبراهيمي «لديه علاقات ضعيفة مع المعارضة ومع دول الخليج العربي». وزاد المصدر الفرنسي أنه على رغم أن المؤتمر الدولي سيعقد في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل «لن يكون المسار قابلاً للحل والاستمرار إلا إذا كان هناك وضوح لأنه في غياب الوضوح في الهدف سيكون (المسار السياسي) منفصلاً كلياً عن الواقع». وأشارت أوساط فرنسية أخرى إلى أن موسكو تريد الوصول إلى موعد أيار (مايو) المقبل لتنظيم انتخابات لإبقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم بعد انتهاء ولايته في منتصف 2014، «لكن باريس ترى أن لا معنى لذلك بالنسبة إلى أي حل لأن إعادة انتخاب الأسد لن تحل المشكلة». وتابعت الأوساط: «يلاحظ الفرنسيون خلال محادثاتهم مع نظرائهم الروس أن الجانب الروسي يرى المشكلة، لكن لا يغير موقفه. وباريس ترى أن اهتماماتها ومصالحها بالنسبة لسورية هي مماثلة لروسيا أي استقرار ووحدة سورية، لكن روسيا تعتمد على نهج القوة التي استعادت عبره نفوذها في الشرق الأوسط وتريد إظهار أنها انتصرت على الغرب في المنطقة. وهذا لن يكون فعالاً لسياستهم لأن الأسد لا يملك الوسائل لتنفيذ ذلك». وعن أثر الاتفاق بين الدول الكبرى وإيران حول الملف النووي، قال المصدر الفرنسي إنه لن يكون له «أي تأثير» على الملف السوري، مضيفاً: «أن تنفيذ الاتفاق النووي هو الأمر الصعب بالنسبة إلى إيران والتوصل إلى اتفاق نهائي هو الأصعب. وهذا قد يأخذ وقتاً وأن تطبيع العلاقة الأميركية - الإيرانية والعلاقة بين إيران والعالم ليس محصوراً فقط في حل المشكلة النووية. إذا تم حل المشكلة النووية الإيرانية ينبغي على إيران أن تقدم تنازلات بالنسبة لقضايا المنطقة الإرهاب وحزب الله. إذ أن معظم العقوبات الأميركية مرتبطة بقانون الإرهاب الأميركي في 1996 على ليبيا وإيران وليست مرتبطة بالملف النووي. فالمسار ما زال طويلاً، خصوصاً أن الكونغرس حازم في هذه الأمور». إلى ذلك، أشار المصدر ذاته إلى أن مؤتمر «جنيف2» لا يمكن أن يسفر عن نتيجة حقيقية من دون مسار انتقالي ذي صدقية من دون الأسد «وإلا فإن الثوار الذين قاتلوا لن يوافقوا (على الاتفاق) ولن يوقفوا القتال»، مضيفاً أن باريس ستدعم «مطالب» المعارضة السورية في المؤتمر الدولي. وقال إن قوة «حزب الله» اللبناني «تتعزز على الأرض في سورية حتى أنه بات يزود قوى النظام بالكوادر الطبية واللوجيستية والمعلوماتية اللبنانية التي يرسلونها من لبنان إلى سورية». وزاد أنه من مصلحة «حزب الله» عدم وجود حكومة في لبنان أو انتخابات رئاسية في العام المقبل. إلى ذلك، قال المصدر إنه يعلق «أهمية كبيرة» على زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المرتقبة إلى السعودية التي ستكون زيارة دولة حيث سيتم التطرق إلى موضوع سورية و «جنيف2» وعلى زيارة الدولة التي سيقوم بها هولاند إلى واشنطن في 11 شباط (فبراير) المقبل تلبية لدعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما. وأوضح: «عندما قرر أوباما التراجع عن (توجيه) ضربة عسكرية على سورية ظهر بوضوح أن إدارة الرئيس أوباما قررت عدم الاهتمام بالوضع الداخلي في سورية مركزة فقط على الملف الكيماوي والحرص على أمن إسرائيل والأردن وألا يكون مهدداً. فالوضع الداخلي في سورية ليس شأنهم على رغم كل ما يقولون». وأشار إلى أن واشنطن قلقة كثيراً من فقدان السيطرة على المساعدات العسكرية الخارجية إلى سورية وعدم معرفة اتجاهها النهائي. وكشف المصدر أن «هناك مساعي مكثفة ولكن فاشلة من عدد كبير من جهات سورية وفرنسية ونيابية فرنسية ورجال أعمال لدى الأوساط الفرنسية المسؤولة لإعادة الاتصال مع بشار الأسد». وقال: «باريس على قناعة أن لا حل في سورية مع بقاء الأسد» في الحكم.