في تجربة تعدّ سابقة في المغرب، تستقبل صالات العرض السينمائي بعد أيام فيلماً قصيراً يتناول «التشاش» في التلفزيون المغربي. و»التشاش» مصطلح بدأ تداوله مع بداية البث التلفزيوني، ويعني لحظة انقطاع البث، أي حين تستحيل الشاشة بُقعاً من نقاط سود وبيض؛ لتظل على تلك الحال إلى حين بداية البث من جديد. الفيلم الذي انتهى تصويره قبل أيام ويمتد ل 10 دقائق، يتوقع أن ينطلق عرضه نهاية الشهر المقبل، وهو من كتابة خالد حباش وإخراجه وبطولة عدنان باط وهشام حلمي. وأوضح باط إن «الفيلم يصوّر الصراع بين مُتفرج وجهاز تلفزيون تنتابه لحظات متعددة ل «التشاش». فهل سيكون النصر للمتفرج أم للجهاز؟». وقال باط: «في الثمانينات، عندما كنا أطفالاً، كنا ننتظر بداية برامج التلفزة المغربية بفارغ الصبر؛ لأن البث لم يكن متواصلاً على مدار الساعة. وكنا نفرح كثيراً عند انقطاع «التشاش»، معلناً بداية البث في السادسة مساء». وأضاف باط: «التشاش» كما عهدناه لم ينقطع ولا يزال إلى الآن في جهاز التلفزة وبقوة». وبهذه العبارة يبدو ان الممثل المغربي يغمز من رداءة البرامج التلفزيونية الحالية وبرمجتها والتحكم بخريطة بثها. وهي عمليات تقوّض الجودة وتكرس التحكم المهيمن من طرف الدولة على التلفزيون لتتحول العملية الإنتاجية التلفزيونية إلى «تشاش» حقيقي. احتمالات قد يفتحها فيلم «التشاش»، فهل سيكون موفقاً في طرحها وتناولها؟