هل تكرّس سنة 2010 باعتبارها عاماً لظهور البث التلفزيوني الثلاثي الأبعاد؟ تردّد هذا السؤال كثيراً في معرض لاس فيغاس. وثمة من أبدى استغرابه من أن أجهزة التلفزيون المُجهزة بشاشات تعطي مشاهدة ثلاثية الأبعاد، سبقت البث المتلفز من هذا النوع! ويبدو ان النجاح الهائل الذي حققه فيلم «أفاتار» AVATAR، الذي صُوّر وعُرِض ببصريات الأبعاد الثلاثة، ترك أثره على صُنّاع التكنولوجيا الرقمية وقراراتهم وأولوياتهم. ففي سياق هذا المعرض، بيّنت مجموعة من الشركات العملاقة في صناعة ال «هايتك» الإلكتروينة، أنها تتوقع أن تصبح 2010 سنة ولادة التلفاز الثلاثي أبعاد النور. وعرض بعضهم برامج تلفزيونية تلائم هذا النوع من المُشاهدة، التي قد تعمّ المنازل في زمن قصير. وفي هذا السياق، أعلنت قناة «إي أس بي أن» الرياضية أنها تعتزم تغطية بعض مباريات كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا بتقنية ثلاثية الابعاد، مع 85 حدثاً رياضياً خلال العام الحالي، بداية من مباراة الافتتاح بين المكسيكوجنوب افريقيا. وكذلك تشاركت شركة «سوني» اليابانية مع مجموعة من القنوات الثقافية مثل «ديسكوفري» و «آيماكس» من أجل عرض برامج ثلاثية الأبعاد قريباً. ويسعى هذا التحالف الى تأسيس أول قناة للبث الثلاثي الأبعاد، بحيث تبث على مدار الساعة. وكشف هاورد سترينغر مدير «سوني»، أن هذه القناة تنطلق في الولاياتالمتحدة هذا العام، ثم تنتشر عالمياً، مُبيّناً أن برامجها تشمل التاريخ الطبيعي، وعلوم الفضاء، والاستكشافات، والمغامرات، والعلوم الميكانيكية والتكنولوجيات وبرامج الاطفال. ولم تُبيّن الشركات التي تتبنى استراتيجيات للبث التلفزيوني الثلاثي الأبعاد، الآثار الاقتصادية للتحوّل الى هذه التقنية، سواء بالنسبة للشركات أو المستهلكين. والمعلوم أن العرض الثلاثي الابعاد يتطلب تصويراً خاصاً بآلات تصوير ثلاثية الابعاد أيضاً. كما لم يعرف عدد الكاميرات الرقمية الملائمة للأبعاد الثلاثة التي تشارك في تغطية كأس العالم لكرة القدم 2010. والمعلوم ان «الاتحاد الدولي لكرة القدم» («فيفا») وقع اتفاقية مع شركة «سوني» بخصوص هذه التغطية. منافسة على شاشات المستقبل في المعرض عينه، أفادت «الجمعية الاميركية لمستهلكي الالكترونيات» ان 27 في المئة من الأميركيين الراشدين شاهدوا عرضاً ثلاثي الابعاد، خلال السنة الماضية، وأن 33 في المئة منهم يتوقعون أن تظهر برامج تلفزيونية مخصصة لهذه التقنية. وتوقعت الجمعية ان تغزو اجهزة التلفاز الثلاثية الابعاد ربع المنازل الأميركية، بداية عام 2013، ما يعني بيع أكثر من أربعة ملايين جهاز خلال السنوات الثلاثة المقبلة. وبرز في المعرض تنافس بين الشركات المصنعة للتلفزيونات، في مجال الشاشات الفضية التي تتلاءم مع المشاهدة الثلاثية الأبعاد. وتشمل تكلفة تلك الشاشات، النظارات الخاصة التي يجب ارتداؤها عند متابعة بث تلفزيوني ثلاثي الأبعاد. وفي المعرض عينه، استقدمت «سوني» مغنية البلوز والكاونتري تايلور سويفت، التي غنت وبُثّت صورها مباشرة على شاشات ثلاثية الأبعاد. ووعدت سويفت بأن تصوّر جولتها الغنائية في آسيا بواسطة هذه التقنية. وإلى جانب «سوني»، عرضت شركتا «باناسونيك» و «سامسونغ» منتجاتهما المتصلة بالبث التلفزيوني الثلاثي الأبعاد. وتتعاون «سامسونغ» مع شركة «دريموركس انيميشن»، التي يملكها المخرج الشهير ستيفن سبيلبرغ والتي أنتجت مجموعة كبيرة من أفلام الكارتون الثلاثية الأبعاد، أبرزها سلسلة أفلام «شريك». في المقابل، تتعاون «باناسونيك» مع مجموعة من القنوات الفضائية الاميركية لصنع برامج تتناسب مع هذه التقنية الثورية. وبالإجمال، ساد انطباع قوي في «معرض لاس فيغاس» بأن تفنية المشاهدة التلفزيونية الثلاثية الأبعاد وُضِعت على سكة النجاح.