النقاش الدائر حول ضعف جودة الإنتاج الدرامي المغربي، بدأت ارتداداته تصل إلى ردهات القنوات التلفزيونية. ففي محاولة لفك رموز تردّي الوضع وبحث إشكالات تواضع الدراما التلفزيونية، وبهدف ايجاد حلول تمكّن من الإرتقاء بالمُنتَج التلفزيوني المغربي، اجتمع مسؤولون وفاعلون في مجال السينما والدراما التلفزيونية ونقاد السمعي البصري وصحافيون في لقاء تشاوري، نظمته الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وأكد المتدخلون، في بلاغ وزّع على وسائل الإعلام المختصة، ضرورة العمل من أجل بلورة رؤية شمولية تشاركية ومندمجة لشركة الإذاعة والتلفزة وشركائها، وذلك بهدف تجاوز معيقات الانتاج التلفزيوني الذي يحتاج مزيداً من الدعم وإعادة التفكير في وضع برمجة تمكن من انتشار أوسع له. كما أوصى المتدخلون بضرورة مضاعفة القنوات التلفزيونية للمجهود في استثمار الطاقات الإبداعية، وذلك عبر منح مبدعيها مزيداً من الفرص وتمكينهم من الآليات الكفيلة بالاشتغال، مع وضع الثقة اللازمة بقدراتهم الإبداعية، حتى يُساهموا في النهوض بالقطاع. وشدّد المشاركون على أهمية تكثيف جهود الإعلام السمعي البصري وقطاع الإنتاج التلفزيوني من أجل تحقيق جودة أعمال ترضي المشاهد المغربي وترفع من نسب المشاهدة، بخاصة بعد تجاوز التراكم الكمي للأعمال التلفزيونية بفعل الجهود المبذولة في السنوات الأخيرة. وفي هذا السياق تم تأكيد كون الاعتراف الوطني والدولي ببعض الأعمال التلفزيونية المغربية في ملتقيات دولية ووطنية ليس مجرد احتفاء بالإبداع التلفزيوني المغربي، بل اعتراف بالمهنية والتجربة المحترمة لعدد من صناع التلفزيون المغربي، فنّيين ومُنتِجين. كما أهاب المشاركون بالمسؤولين على القنوات التلفزيونية التوجه نحو توطيد الشراكة مع الأندية السينمائية من أجل تعميم استفادة المواطنين في القرى النائية عبر تنظيم قوافل سينمائية، إضافة إلى الترويج للفيلم التلفزيوني في الصالات التجارية لتجاوز عزوف المواطنين عن ارتياد قاعات السينما وتعميم الثقافة السمعية البصرية في شكل أوسع. وأفرد المشاركون نقاشاً مستفيضاً ل «السيناريو في الكتابة التلفزيونية»، مشددين على ضرورة تثمين مهنة كاتب السيناريو التي تعرف فراغاً يذكيه التعامل المجحف للمنتجين مع كتاب السيناريو، في ظل عدم الإعتراف بهذه المهنة كواحدة من المهن السينمائية والتلفزيونية. كما نبهوا الى عدم وجود حماية قانونية للمؤلفين الدراميين، مؤكدين وجوب توفير آليات لضمان حقوق المؤلف، وتحصين علاقته بالمنتِجين، ما يمنحه وضعاً مريحاً سينعكس لا محالة على جودة التأليف. ملامسة أعطاب الإنتاج الدرامي التلفزيوني من شأنها فتح الأمل نحو تصحيح المسار من أجل دراما مغربية متميزة، تُترجم الهوية الوطنية وتنتصر للإبداع المغربي، وتثمن الكفاءات والطاقات المغيّبة قسراً عن المشهد التلفزيوني.