إلى نورة وفيصل.. إلى ريان ومهرة.. فلذات فلذات أكبادي.. وطفولتي التي لا تنتهي، هذه القصة مبنية على أحداث واقعية بين نورة ونمرون. هناك أشياء أراها في مخيلتي.. عندما أغمض عيني.. ولا يراها أحد غيري.. تخيلت أنني مريضة.. وأن الطبيب سيدخلني إلى غرفة العمليات ويجري لي عملية.. وأنني لن أذهب إلى المدرسة لفترة طويلة.. إلى أن أشفى تماماً.. قلت ذلك لصديقتي رنا.. تحدث والد رنا مع أبي في الهاتف، وقال له: سلامات.. لم نكن نعرف أن نورة مريضة؟ تفاجأ أبي.. وسألني: - نورة... هل أنت فعلاً مريضة؟ - لا.. ولكن! - انتبهي في المرة القادمة لما تخبرين به أصدقاءك. مرة أخرى.. تخيلت أنني جلست مع قطي نمرون على شاطئ البحر في يوم جميل.. وفجأة رأى نمرون سمكة صغيرة قريبة من الشاطيء.. فقفز نحوها ليمسك بها لكن السمكة سبحت بعيداً.. ونمرون يحاول اللحاق بها. نمرون لا يسبح.. وبدأ يغرق.. حاولت إنقاذ نمرون.. لكن موج البحر كان عالياً، لم أستطع إنقاذ نمرون. قبل أن أذهب إلى النوم، قلت لأخي الصغير: نمرون غرق في البحر.. ولن يعود أبداً، فقد أكلته سمكة كبيرة. في الصباح.. كانت أمي غاضبة، وكذلك أبي: - نورة.. نمرون لم يغرق في البحر.. نمرون نائم تحت الدرج. - لا.. ولكن ! - انتبهي في المرة القادمة لما تخبرين به أخاك. ومرة تخيلت أننا سنسافر بعيداً.. ولن نعود إلى مدينتنا.. قلت ذلك لصديقاتي.. حزنت صديقاتي.. وقلن لي: لا نريدك أن تسافري يا نورة.. سنفتقدك كثيراً. في البيت.. كان الهاتف يرن كثيراً.. أمهات صديقاتي يتصلن بأمي، ويسألن متى سنسافر؟ غضبت أمي كثيراً.. وصاحت: كم مرة يا نورة أقول لك.. انتبهي لما تخبرين به صديقاتك. - أمي.. ولكن! ذهبت إلى جدتي.. وحكيت لها ما حدث.. قالت جدتي: نورة.. أنت لديك خيال واسع. - ماذا يعني ذلك ياجدتي.. هل أنا مريضة؟ - لا ياحبيبتي.. أنت ترين أشياء في مخيلتك. - نعم.. نعم.. - لكن لا يراها أحد غيرك.. - نعم.. نعم.. سكتت جدتي قليلاً ثم قالت: عندي فكرة.. ما رأيك؟ كلما رأيت شيئاً في مخيلتك.. إحكيه لي.. وسنكتبه معاً في هذه الكراسة.. - وماذا بعد ياجدتي؟ - سنضعه في هذا الصندوق الصغير.. - ونسميه صندوق الأسرار.. ستحتفظين إذا يا جدتي بأسراري! - نعم.. سيصبح لديك قصص كثيرة. - كم أحبك.. يا جدتي.. هيا لنبدأ الآن. بعد يومين.. ذهبت مرة أخرى إلى بيت جدتها، وكتبت معها قصة في الكراسة، وضعناها معاً في صندوق الأسرار.. وفي عطلة الأسبوع حكيت لجدتي قصة أخرى من خيالي.. كتبتها هي، ورسمتها أنا في الكراسة. مرت الأيام.. وامتلأت الكراسة.. ولكن قلت لجدتي: لا أحب يا جدتي أن تبقى هذه الأسرار في الصندوق، أريد أن يطلع عليها أصدقائي، عندما كنت أحكيها كانت أجمل. - معك حق يا نورة.. ما رأيك يا نورة أن تدعي أصدقاءك لزيارتي.. ونطلعهم على الأسرار في الصندوق؟ - ولكنها لن تظل أسراراً عندما يراها أصدقائي. - صحيح.. ستتحول إلى قصص خيالية. جاء أصدقائي إلى بيت جدتي.. فتحت صندوق الأسرار وأخرجت الكراسة.. وفتحت جدتي صندوقاً آخر.. فيه ثياب بأشكال وألوان عديدة... لبسنا ما أعجبنا من الثياب.. لنمثل القصص التي كتبتها مع جدتي.. وفي مسرح المدرسة.. أعجبت أمي وأبي قصة «إنقاذ نمرون».