لا شك في أن المواجهة المرتقبة بين فريقي الاتحاد والنصر هذا المساء ستكون بطعم مختلف كلياً عن كل المواجهات السابقة بينهما، فمنافسة هذا العام أعادت النصر إلى سابق عهده في صدارة فرق «الدوري»، بل إنه الفريق الوحيد الذي لم يُهزم حتى الآن في المنافسة، ما يعني أن أداء الفريق في المباريات المقبلة سيكون على نحو يحفظ له هذه الصدارة، آخذين في الاعتبار أن منافسه وغريمه الهلال على بعد نقطتين «فقط» منه. النصر سينازل فريقاً أنهكته الظروف وضيعته المشاكل، فما عاد الاتحاد «نمراً» يفترس خصومه بل أصبح فريسة سهلة بعد أن ضربت المشاكل بأطنابها في ساحته، إلى درجة قضت بخروج قائده التاريخي محمد نور ورحيله عن «الديار الاتحادية» ليحط رحله ورحاله في ساحة يتمناها ختامية ب«نصر». هذا اليوم يؤكد ما خشيه محمد نور وجمهوره، فقائد الأمس سيكون خصم اليوم، فبأي روح سيواجه محمد نور جمهوره وهو يعلم المكانة التي كان وما زال يحتلها في قلوبهم .. فهل بوسعه أن يلعب وفق قانون الاحتراف بالنص ويعاند قلبه الذي مازال يخفق في حب الاتحاد؟ وإذا استطاع نور ذلك فهل باستطاعة جمهوره أن يتقبله خصماً وهو الذي يراه القائد الأسطوري؟ بالتأكيد إن الجمهور ينتمي إلى نادٍ ولا ينتمي إلى أفراد، ولكن الأفراد كتبوا تاريخ أنديتهم، هذه المعادلة لا نملك معها سوى الانتظار لنرى كيف ستحل. هل سينتصر الاحتراف الذي لا يعرف العواطف؟ أم سينتصر الانتماء الذي يزدري كل قوانين الاحتراف القاسية؟ واستباقاً لهذه المواجهة كان لجمهور الاتحاد كلمته، إذ يقول مستشار إدارة موقع رابطة جمهور الاتحاد عبر الانترنت محمد رامس الشهري: «اليوم محمد نور بين (نارين): بين إخلاصه للشعار الذي يرتديه، وعشقه لجمهور الاتحاد. وعندما أتحدث عن نور لا أتحدث عنه بصفته لاعباً في النصر على رغم يقيني أن نور مخلص للشعار الذي يترديه، لكنني أتحدث عنه بصفته أسطورة اتحادية، نور انتقل إلى النصر ربما لرد اعتباره، وهو واثق من أن جمهور الاتحاد سيستقبله بعاصفة من التصفيق والأهازيج عند نزوله إلى أرضية الملعب ل«الإحماء»، كما فعل الجمهور مع اللاعب الحسن اليامي عندما لعب أول مباراة له مع نجران أمام الاتحاد». وأما المشجع علي عبدالرحمن المصلح فيقول: «نتمنى كل التوفيق لنجمنا المحبوب محمد نور مع فريقه الحالي، أتوقع أن يقدم نور مباراة كبيرة ويكون من أبرز نجومها، فنحن نعرف قدرات نور أكثر من غيرنا، ولا سيما في أوقات التحدي، نور عانى من إدارة محمد فايز النكران والجحود ولم يقدروا تاريخه ووقفاته مع النادي أكثر من عشرين عاماً، وسيقدم نور ما لديه حتى لا يخذل من وضعوا الثقة به من الجانب النصراوي، وهذا من حقه وحق ناديه الجديد». في حين أبدى المشجع بدر السيد سعادته بما يقدمه اللاعب محمد نور مع النصر في الموسم الجاري، مشيراً إلى أنه كان من أبرز لاعبي الفريق «الأصفر» في مباريات الجولات الماضية التي شارك فيها، وقال: «نجاحات نور تسعدنا بصفتنا جمهوراً للاتحاد، فانتقاله إلى النصر لم يكن بدافع التغيير أو البحث عن مال أو انتقال بعد لي ذراع ناديه أو مساومة، بل هو تضحية منه وتنازل عن أكثر من ثلاثة ملايين ريال هي حقوق له عند إدارة النادي الحالية، ونقدر حماسة نور في مباراة اليوم التي نتوقع أن تكون حاضرة، فالفوز في المباراة بالنسبة لفريقه تعني حفاظهم على الصدارة، ونتمنى لنور ولفريقنا التوفيق».