في غضون 10 أيام، كان الرقم (18) هو الأكثر طباعة في متجرين مختلفين، أحدهم في جدة والآخر في الرياض، الأول لنادي الاتحاد، والثاني للنصر، ومحمد نور هو صاحب القميص الملطوب بشدة من جماهير الفريقين. وبين هذا وذاك قصة ستبقى عالقة في الأذهان، رويت تفاصيلها في بحر الأسبوع الماضي، واختصارها هو خلاف بين إدارة «العميد» وأسطورته نور، وانتهى بفضه من الاتحاد، وقبوله بالتالي لعرض تقدم به نادي النصر لضمه إلى صفوفه، ليتم إغلاق «قصة نور وعميد»، أُحيك متنها خلال أعوام طويلة، وبلغت ختامها في طرفة عين، ولكن القصة تحمل تفاصيل أخرى، إذ حافظت على بطلها، وقدمته في ثوب جديد بمسمى «نور ونصر»، فكانت الفرحة عارمة لدى جماهير «العالمي»، إذ احتفت واستقبلت اللاعب في حضور كثيف بمدرجات ناديها، وعلى النقيض، كان وجع الفراق واضحاً على جماهير الاتحاد التي رفعت لافتات استنكارها لطريقة مسؤولي ناديها في إدارة النادي، واعتراضها على رحيل قائدها محمد نور خلال مباراة فريقها مع نجران في الجولة الماضية من دوري زين. المشهد البارز في الوسط الرياضي ألقى بظلاله على مشاعر اللاعب في المؤتمر الصحافي الذي أعقب توقيعه مع ناديه الجديد، فبدت كلماته مختلطة بين ذكرى الاتحاد وجماهيره ومبادلته الترحيب مع مشجعي النصر، فقال في حين: «لا أستطيع أن أنسى جماهير العميد التي وقفت معي منذ بداياتي وحتى وصولي إلى هذه المرحلة، والجميع شاهد ردة فعلهم تجاه منحي إجازة من الإدارة، سيبقون في ذاكرتي دائماً». وقال في حين آخر: «لا أدري كيف أشكر جماهير النصر على هذا الاستقبال المحفز، وأتمنى أن أرد لهم هذا الدين في أرض الملعب، وأقدم لهم ما يصبون إليه». في تلك اللحظات التي ازدحم فيها نادي النصر بالمرحبين باللاعب، كان متجر النادي مكتظ بالمتسوقين الذين انهالت طلباتهم على البائعين بطباعة رقم واسم محمد نور على قمصان الفريق، فيما الأمر ذاته تكرر في متجر الاتحاد الأسبوع الماضي بعد الافتتاح، إذ حرص الكثير من زواره على طباعة الرقم (18) على القمصان التي ابتاعوها من متجر ناديهم، في صورة تجسد مدى قرب اللاعب من الجماهير، خصوصاً في نادي الاتحاد، ومن بعد ذلك في ناديه الجديد النصر. المراقبون للوسط الرياضي تباينت آراؤهم حول نور وانتقاله إلى النصر، وتعليقه على ما حدث بينه وبين إدارة الاتحاد، إذ وصف بعضهم صفقة انتقاله بأنها خسارة كبرى للاتحاد ومكسب للنصر، وآخرون يجدونها فرصة للاتحاديين من أجل الخروج من عباءة نور وإتاحة الفرصة للوجوه الصاعدة، وأن قائد «النمور» السابق سيتوه في بحر التحدي، إذ انتقل إلى النصر لإثبات ذاته، وهو ما أنهى مسيرة لاعبين كثر، والأيام ستكشف قريباً من الخاسر؟ ومن المنتصر؟