اعتبر قاطنو قرية ذي عين التراثية مشروع تطوير القرية أخيراً، الحدث الأهم الذي انتظروه لإعادة الحياة لقريتهم، وتحويلها إلى قرية سياحية متكاملة تحفظ تاريخهم وتوفر مصدر دخل لهم. وجاء ذلك بعد أن أبرمت الهيئة العامة للسياحة والآثار وجمعية قرية ذي عين التراثية أول من أمس، اتفاقاً نص على منح الهيئة حق الانتفاع من القرية لمدة 30 عاماً مقابل تحمل الهيئة كلفة الترميم والصيانة للمباني، إذ تلتزم بالمحافظة على مباني القرية والمحافظة على هويتها وأصالتها، وتتحمل جميع كلفة الترميم والصيانة خلال مدة الاتفاق، وأن تسجل القرية كموقع تراثي وفقاً للنظام التراثي. وثمنوا خلال حديثهم إلى «الحياة» الدعم الكبير الذي لقيته القرية من رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان وزياراته المتكررة لها منذ إنشاء الهيئة، مشيرين إلى جهوده في حفظ التراث العمراني، ما أسهم في رفع الوعي لدى أهالي المواقع التراثية بقيمة هذه المواقع وتحويلها من أماكن «خربة» إلى قرى حية للزوار. ويرى المواطن محمد العمري أن القرى التراثية مشروع اقتصادي هام يحفظ التاريخ ويفتح الأبواب للسياح، إضافة إلى الدخل المادي المردود على أهالي القرية، مشيراً إلى أن دعم هيئة السياحة لأهالي القرية شجعهم على الاهتمام بالقرية. وأضاف: «قريتنا الواقعة أسفل عقبة الباحة بمحافظة المخواة، ما زالت تحدث ببنيانها الذي يعكس حقبة من التاريخ العمراني في المنطقة بما احتفظت به هذه القرية من مبان هندسية جاذبة، والسياحة في المواقع التراثية لها نكهة خاصة سيشعر بها زوار القرية». وأكد المواطن علي العمري أن القرية أصبحت مصدر رزق لأهالي القرية ومجالاً لتوظيف أبنائهم برواتب مجزية، وذلك من خلال الجمعية التعاونية التي تعد الأولى في السعودية لتأهيل أعضائها وترميم القرية من أهالي القرية، ليشاركوا في استثمارها سياحيًا عبر العوائد التي ترد للقرية من زوارها، إضافة إلى أنها مكنت من توظيف أكثر من فرد من أبنائها في مختلف مرافقها. ويهدف مشروع تطوير قرية ذي عين التراثية إلى الحفاظ على المباني المتبقية في القرية وترميمها وتأهليها، إذ شرعت الهيئة في إنقاذ المباني القائمة وواجهات المباني المطلة على الممرات، إضافة إلى تأهيل الممرات، إذ تم الاجتماع مع ملاك المباني وإشراكهم في عملية الحفاظ على القرية من خلال جمعية ذي عين التعاونية، التي تم تأسيسها بدعم من الهيئة للعناية بالتراث العمراني، إذ ستعمل الجمعية على تحقيق جملة من الأهداف من أهمها المحافظة على أملاك أهالي القرية والحفاظ عليها واستثمارها وتسويقها سياحياً، وإعادة تأهيل المباني الأثرية بها واستثمارها لصالح الأهالي، إضافة إلى إيجاد فرص عمل لأبناء القرية والأسر المنتجة، وتحقيق عوائد مالية مجزية لهم مع إحياء الحرف اليدوية والمنتجات الزراعية وتبني جميع المشاريع داخل القرية وفي محيطها.