تأخذ قرية ذي عين التراثية موقعاً متميزاً على ربوة من صخور رخامية بيضاء تشرف على بساتين خضراء من أشجار الموز ، والكادي ، والنخيل ، وتشكل المباني في مجملها لوحة فنية مدهشة ، إذ أن المادة المستخدمة في البناء الأحجار المنتزعة من الصخور المحاذية ، وأسقف المنازل مغطاة بخشب العرعر ورقائق الحجر, وتتوزع غرف المباني من حجرات بعضها مخصصة لاستقبال الضيوف أما الأدوار العليا للنوم وتزداد الخصوصية في الأدوار العليا ، المسجد تم بناؤه في الجانب الأسفل من القرية , على مقربة من المزارع ليتمكن المزارعون أداء الصلاة جماعة . يقول المهندس حسين العمري المشرف على مشروع تطوير القرية بأن هناك رؤية للمشروع ، تتمثل في تطوير أفضل وجهة سياحية متكاملة ضمن مشروع القرى التراثية تحقق منافع اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية للمجتمع المحلي ، مشيراً إلى أن هناك عدة أهداف لتطوير القرية من بينها استثمار الموقع بكامل محيطه كوجهة سياحية متكاملة بما يحقق عوائد مجزية للمجتمع المحلي ، مع تشجيع قيام مشروعات صغيرة ومتوسطة ، والحفاظ على التراث العمراني في القرية وكذلك على مجرى العين ، وتطوير الإنتاج الزراعي ، والحرف اليدوية وتأهيل الموارد البشرية التي ستعمل في المشروع وتحويل القرية بمحيطها البيئي إلى منطقة جذب سياحي وتسويقها إلى منتج سياحي متميز . وعند تحقيق هذه الأمنيات سينعكس بطبيعة الحال الأثر على تحسين دخل الأهالي , وسهولة تسويق المنتج المحلي من صناعات يدوية وأكلات شعبية ، أيضاً المحافظة على التراث العمراني ، والرقعة الزراعية واستمرارية الحفاظ على نبع العين ، فضلاً عن اندماج المجتمع المحلي مع السياح وتبادل الثقافات . وأضاف المهندس حسين العمري بأن مشروع تطوير القرية سيشمل تهيئة الممرات لتسهيل حركة الزوار وترميم المباني القديمة وإنشاء مبنى مركز استقبال الزوار ، وحديقة ، ومسرح لإقامة الفعاليات والأمسيات المتنوعة مع إنشاء جسر معلق للمشي مروراً من فوق البساتين الخضراء ، مع إنشاء مقاه وجلسات لتطل على الحديقة الخضراء ، وإنشاء نزل بيئية . والأجمل هو تأسيس جمعية تعاونية لأهالي القرية من أجل الحفاظ على قريتهم واستثمارها سياحياً . والتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية للاستثمار في القرية والتسويق السياحي ، والزراعي والحرفي ، وإقامة المنشآت الاستثمارية ، مع استثمار الساحات المحيطة , وتحويلها إلى حديقة ، مع تنشيط الحرف اليدوية ، وإعادة استغلال الأراضي الزراعية المهجورة . والزائر حاليا للقرية يبتهج للأعمال المنفذة فتأهيل الممرات وتحديد البنية التحتية والخدمات الأساسية ، ترميم المسجد وبعض المباني المجاورة له وإنشاء مبنى مركز استقبال الزوار ، وتسوية أرض الحديقة ، وفتح الطريق الدائري . ولما تمثله القرية من أهمية تراثية ، سياحية ، عمرانية ، فالمشوار طويل ، والقرية تحتاج إلى التفاتة من الهيئة العليا للسياحة وبما أن فكرة الجمعية فكرة جيدة ، إلا أنها غير كافية أبداً لإخراج قرية ذي عين كأحد أهم القرى التراثية في المملكة.