معمل مكتظ بالأوراق وأدوات غريبة، الألوان ورسومات معلقة هنا وهناك، يتبعها ألوان مبعثرة وحكايات مرسومة نشاهدها في «حصة» التعبير في المدرسة، فبعضنا يحبها، ويرسم بفن، وآخرون يرسمون رغماً عنهم حتى لو كانت رسوماتهم مجرد خربشة، ليقنعوا المعلم بأنهم يرسمون ويحصلون على درجة عالية. ولكل منهم رأي مختلف في ما يحبونه، إذ تحب رهام اللحيدة (18عاماً) الرسم، وتعتبره هواية لها، مارستها حتى أتقنتها، فمنذ الطفولة وهي ترسم أي شيء تراه، إلا أنها لم تهتم لموهبتها حتى تلقت التشجيع من صديقاتها، تقول: يعتبر الرسم من أهم الأشياء في حياتي، فهو يساعدني في إخراج مشاعري بطريقة مختلفة، فأنا أقضي معظم أوقات فراغي في ممارسة هوايتي، إذ إني أستنبط بعض الأفكار، والبعض الآخر يكون من وحي خيالي، ولكن غرفة الرسم في مدرستي غير مهيأة أبداً، وهذا يشعرني بالأسى الشديد مع ذلك، إلا أنني سعيدة، لأن حصة الرسم أساسية، فأنا لا أفضل أن تكون اختيارية أبداً، لأن الرسم باختصار متعة. أما آية البواردي وأثير الزميع (17 عاماً) يخالفانها الرأي، تقول آية أنا وأثير صديقتان حميمتان، فدائماً ما نتشارك في صفاتنا، فنحن لا نفضل أن تكون حصة الرسم حصة أساسية. لأننا لسنا من هواة الرسم، فأثير تحب الأعمال اليدوية، وأنا أحب ممارسة الحياكة، على رغم أن معلمتنا متعاونة جداً معنا، وتحاول ترغيبنا في الرسم، ولكننا نعتبرها موهبة، وهبها الله للبعض، ونحن لا نجيدها أبداً. سعد الخثران (13 عاماً) يقول: الرسم ليس من الهوايات المحببة لي، ولكنها حصة ممتعة جداً، فمعلمنا يربط رسوماتنا بحكايات، ويساعدنا في الرسم كثيراً. راكان النفيعي (8 أعوام)، أحب حصة الرسم كثيراً، إلا أننا لا نجد مساعدة أبداً من معلمنا، فهو شديد الانفعال والغضب، ودائماً ما يصرخ علينا، ويوبخنا إذا لم نجيد الرسم بصورة صحيحة، فأصبحت أتمنى أن تكون حصة الرسم اختيارية حتى لا اختارها ولا أجبر عليها. وتقول رنيم السلامة (18عاماً)، على رغم عشقي الشديد لحصة الرسم، إلا أنني أفضل أن تكون حصة اختيارية، لأن للناس مواهب مختلفة، ولا يصح أن يجبر أحد على ما لا يرغب فيه، لأنه لن يبدع أبداً، وللمعلمة دور كبير في ترغيبنا في الرسم، فمن يرغب ويتعلم كيف يمسك القلم بالشكل الصحيح، أجزم أنه سيرسم، ويمكنه تطوير المهارة مع الأيام. محمود العبادي (15عاماً) حصة الرسم مسلية جداً، وأحبها كثيراً، إلا أن غرفة الرسم غير مجهزة أبداً لتطوير مهارتنا، ولكننا نجد المساعدات والتشجيع من المعلم، وعلى رغم أن الرسم هواية وموهبة ولا أحد يستطيع إتقانها بشكل جميل، إلا أن هناك من يكتسبها، ولكن مع الممارسة الدائمة.