وارسو - ا ف ب - مشروع توسيع المنظومة الدفاعية الصاروخية الاميركية الى اوروبا الوسطى الذي اعلنت الادارة الاميركية الخميس العدول عنه, كان يفترض ان يستكمل النظام القائم اساسا في الولاياتالمتحدة وغرينلاند وبريطانيا. ولحماية انفسهم من الصواريخ البالستية العابرة للقارات التي يزيد مداها عن خمسة آلاف كيلومتر, تبنى الاميركيون عدة انظمة دفاعية من بينها: - نظام بري وطني يشمل 21 منصة لصواريخ اعتراضية تتمركز في الاسكا وثلاث منصات في كاليفورنيا, حسب ارقام الوكالة الاميركية للدفاع المضاد للصواريخ. - نظام مداري قادر على كشف الصواريخ في منتصف رحلتها لتسهيل اعتراضها من البر. - نظام بري متقدم يتمركز خارج الاراضي الاميركية لاعتراض الصواريخ بسرعة بعد اطلاقها, عبارة عن قاعدتين للرادارات في فيلينغديلز (انكلترا) وتولي في غرونلاند, الارض الدنماركية التي تتمتع بحكم ذاتي. ولاستكمال هذا النظام الاخير, اعلنت الولاياتالمتحدة في 22 كانون الثاني/يناير 2007 انها تتفاوض مع بولندا والجمهورية التشيكية لكي تنصب فيها على التوالي عشر منصات لصواريخ اعتراضية ورادار متطور جدا بقيمة 1.6 مليار دولار. وعند انتهاء هذه المحادثات كان يفترض ان ينصب النظام في 2012-2013 لكن ادارة الرئيس باراك اوباما اعلنت عند وصولها الى السلطة عزمها اعادة النظر في المشروع في ضوء ظروفه التقنية والمالية. وامام احتجاج موسكو, اعلنت واشنطن ان نظامها المضاد للصواريخ لن يكون قادرا على تطويق ترسانات الدول النووية الكبرى (الصين وروسيا), وان هدفه ان يشكل قوة ردع "لدول مارقة" (مثل ايران وكوريا الشمالية) عن استخدام بعض الصواريخ العابرة للقارات التي يمكن ان تمتلكها يوما لضرب اميركا. وسيتبع صاروخ عابر للقارات اذا اطلق من شمال ايران على الولاياتالمتحدة, مسارا فوق القطب ويحلق فوق اوروبا الوسطى. والصواريخ الاعتراضية تتألف من ثلاث طبقات قادرة على تدمير هدف معاد فور كشفه من قبل الرادارات. وبعد التخلي عن خيار اوروبا الوسطى الذي اطلق عليه اسم "حجر الزاوية الثالث" فان حلولا اخرى قائمة. ففي شباط/فبراير ابدت بريطانيا استعدادها لاستقبال صواريخ اعتراضية اميركية. وللرد على تهديد صواريخ ايرانية قصيرة او متوسطة المدى يفكر الخبراء الاميركيون, كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في 29 اب/اغسطس ببناء منصات اطلاق او رادارات في تركيا او في البلقان وكذلك نماذج برية عن النظام المضاد للصواريخ البحري "ايجيس اس ام-3".