يستيقظ جابر يومياً عند الخامسة فجراً، يجمع معداته الخاصة بصيد الطيور، ويضعها في سلة على دراجته الهوائية لينطلق في رحلة تستغرق 30 دقيقة، يصل بعدها إلى مكان الصيد، في منطقة قريبة من شاطئ البحر غرب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة. ويعتبر الصيد مهنة جابر الأساسية ومصدر دخله الوحيد بعد إنهائه دراسته الثانوية، ويحصل يومياً على 35 شيكلاً إسرائيلياً، أي ما يعادل 12 دولاراً، وهو مبلغ يعتبره جيداً. ويقول جابر إن «العمل في غزة محدود، وليس من السهل الحصول عليه، في حين أن تكاليف الحياة كبيرة. وأنا لا أحب الجلوس في البيت، ومنذ الصغر كنت أرافق والدي في صيد الطيور، ويوجد في بيتنا معدات الصيد، فاستفدت منها وبدأت العمل». ويضيف: «هذه المهنة ليست متعبة ومسلية في الوقت نفسه، وتساعدني في تغطية مصروفي فقط. المئات من شباب قطاع غزة يعملون بالصيد، والموسم الخاص هو فصل الشتاء، حيث تبدأ الطيور المهاجرة بالوصول إلى فلسطين عبر البحر». ويوضح جابر أن غالبية الطيور التي يصطادها تتراوح أسعارها بين 5 و10 شيكل، لكن هناك أنواع أخرى من العصافير غالية الثمن، وبخاصة المهاجرة منها كالحسون الذي يغني اصطياد واحد منه عن العمل لمدة شهر كامل، إذ أن سعر الواحد منه يصل إلى 400 شيكل، أي ما يعادل 110 دولارات. طارق الزعيم شاب آخر يمتهن الصيد منذ سنوات، ويقول: «الصيد مصدر رزق لي، ولا أعرف مهنة غيره. منذ سنوات أستيقظ عند الصباح ولا أتعب، لأني أحب الصيد». ويوضح أن قطاع غزة ليست فيه غابات ولا أودية، ولا يصلح موطناً للطيور، لكن السبب وراء وجود الطيور فيه هو البحر المتوسط، حيث تصل الطيور المهاجرة عبره، وتكون غزة محطة عبور للطيور، وهنا يتمكن الصيادون من الصيد والرزق. الأربعيني عبدالمعطي النجار، ينتظر قدوم فصل الشتاء كل عام لينصب شباكه على طول مئات الأمتار من شاطئ البحر، يترقب وصول طيور «الفر»، المعروفة بالسمّان، الني يبلغ سعر الواحد منها 15 شيكلاً. ويُعدّ فصل الشتاء فصل الخير للنجار، إذ يحصل مقابل صيد هذا النوع من الطيور على 3000 شيكل، أي ما يعادل 800 دولار.