واصل المحتجون الأوكرانيون المؤيدون لأوروبا التظاهر في كييف لليوم الثالث على التوالي، وتجمعوا أمام مقر رئاسة الوزراء، حيث اجتمع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش مع حكومته، وذلك بعد ساعات على إعلانه أنه سيحضر قمة الاتحاد الأوروبي المقررة في فيلنيوس اليوم وغداً، لكنه لن يوقع اتفاق شراكة «لأن أوكرانيا تنتظر ظروفاً أفضل للتوقيع»، ما أحبط آمال المعارضة. وقال يانوكوفيتش لقنوات تلفزيونية أوكرانية: «حين نبلغ مستوى مريحاً ينسجم مع مصالحنا في المفاوضات مع الأوروبيين ونستطيع التوافق على شروط طبيعية، يمكن أن نتحدث عن توقيع اتفاق»، وزاد: «تحويل اقتصاد أوكرانيا ليتلاءم مع المعايير الأوروبية سيتطلب 20 بليون دولار سنوياً على الأقل». واتهم يانكوفيتش الاتحاد الأوروبي بتقديم عرض لمساعدة مقدارها 610 ملايين يورو فقط (827.19 مليون دولار)، وجعلها مشروطة بالتوصل إلى اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي. وقال: «اظهروا لنا لثلاث سنوات على التوالي حلوى في غلاف فاخر. لسنا مضطرين إلى أن نهين أنفسنا في هذا الشكل. إننا دولة دولة أوروبية جدية». في المقابل، صرح محتج في كييف يدعى فيتالي سيرجينكو بأن «الشعب يمارس ضغطاً سلمياً على الحكومة المجرمة والغادرة التي كذبت علينا طيلة العام الماضي في شأن المضي باتجاه أوروبا، ما يعني أنها لا تهتم مطلقاً بهذا الشعب». وأعلنت المتقاعدة الينا ليسينكو أنها انضمت إلى المحتجين، وغالبيتهم من الشبان، «لأن هناك أشخاصاً سيئين في الحكومة أخذوا كل شيء منا، فمعاشنا يبلغ ألف هريفنيا (نحو 120 دولاراً) وهذا ليس كافياً لذا أتينا لدعم المحتجين». وبعدما أقرّ رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا ازاروف الثلثاء الماضي بأن روسيا أقنعت أوكرانيا بعدم توقيع الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ينفذ زيارة رسمية لإيطاليا الثلثاء المقبل القادة الأوروبيين إلى الكف عن تعليقاتهم حول أوكرانيا، معتبراً أن اتفاقاً بين الأخيرة والاتحاد الأوروبي سيكون بمثابة «خيانة كبيرة» للاقتصاد الروسي. وارتفعت حدة الخطاب بين الاتحاد الأوروبي وموسكو منذ أن أعلنت أوكرانيا الأسبوع الماضي تعليق تحضيراتها في شأن الاتفاق الذي كان سيوقع خلال قمة الاتحاد الأوروبي المقررة في فيلنيوس اليوم وغداً. وليل الثلثاء، انضمت لوريتا غروزينييني رئيسة برلمان ليتوانيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إلى حوالى 7 آلاف أوكراني تظاهروا وسط كييف ضد رفض أوكرانيا الاتفاق، وأكدت أن أوكرانيا «جزء من أوروبا». وأوردت صحيفة «غازيتا فيبورشا» البولندية أن «القادة الأوروبيين ينوون في قمة فيلنيوس تبني بيان يحذر روسيا من تدخلها في شؤون جيرانها». على صعيد آخر، نشر مسؤولون أميركيون عريضة على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض أبدت استياءهم من قرار كييف تعليق انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وطالبوا بمعاقبة الرئيس الأوكراني يانكوفيتش عبر حظر دخوله مع الوزراء الأوكرانيين وأفراد عائلاتهم إلى الولاياتالمتحدة، وتجميد أرصدتهم لدى البنوك الأميركية». وأوردت العريضة أن «القرار حرم الأوكرانيين حق التقرّب من الحضارة الغربية».