من النصر، ليحفظ للنصر كيانه وثباته! لو فاز الهلال لتكاثر من يريد إسقاط فيصل بن تركي وما أكثرهم، ولقدموا أنفسهم البناة الجدد للنصر! خسر الهلال ليمنح فيصل بن تركي أوراق اعتماده كسفير النوايا الحسنة للأمة النصراوية محلياً وإقليمياً. خسر الهلال ليعزز من ثقة إدارة النصر بلاعبيها والقضاء على محاولات الخروج عن النص من محترفيه الأجانب. خسر الهلال ليزيد من ثقة جماهير النصر بناديها، وليمنحهم فرحاً لن يجدوه إلا بالفوز على الهلال. خسر الهلال بإرادة لاعبيه وإدارته، فمن يراهم في الملعب لا يصدق أنهم هم من كان يلعب في دوري جميل قبل. خسر الهلال لتأتي فترة الانتقالات المقبلة ويكون الهلال اللاعب الأكبر فيها فكراً ومالاً وقلباً للطاولة على أصحابها. خسر الهلال ليقول المشهد لمدرب الهلال سامي الجابر أن حب الجماهير لك كلاعب ليس مثل حبهم لك كمدرب! الهلال استأمناك عليه، ولن نسمح أن تفرط في هذه الأمانة، وسنصبر كثيراً، لكن لن نقف نتفرج على أخطاء تتكرر كل حين! خسر الهلال ليعلم سامي كم أن هناك من يقدم روحه ليراه يفشل بسرعة، وكم أن «أقواسهم» تنتظر مثل هذه الخسارة لتطلق سهام الحقد والكراهية. خسر الهلال لتخرج المتردية والنطيحة وتخرج كل سمومها وغثاءها، ونستمتع برؤية عفنها وهو ينساب لمجاري الصرف الصحي. خسر الهلال ليقول إن مشاركة لاعبي المنتخب تجر ويلات على الأندية، الهلال والأهلي أكثر من قدم للمنتخب لاعبين وأكثر من يتضرر بعد عودتهم. خسر الهلال لكي لا يزيد من الاحتقان في المنظومة الرياضية عندنا، فيكفي هزيمته للاتحاد وما تسببت من تداعيات، ومجتمعنا الرياضي ليس قادراً على صراع مرير من جديد، فاقتضت الحكمة أن يخسر الهلال. خسر الهلال ليعود له محبوه ويقفوا بجوار مدربه ولاعبيه، ويقولوا لهم: «هي مجرد ثلاث نقاط، لكنها سلف ودين لن يسدده إلا مهر البطولة»! خسر الهلال لتفرح الأندية بأنه ما زالت هناك فرصة لتنافس، وهيهات هيهات أن تنافس وهناك هلال يفوز. خسر الهلال واكتشف محبوه كم عشقهم له يزداد ويزداد، وخوفهم عليه هو صمام الآمان ولا سواه. [email protected]