لا صوت يعلو هذه الأيام في أروقة العالمي على صوت الهداف القادم من الساحل الشرقي محمد السهلاوي (26 عاماً)، إذ أسهم فارس الرهان الأول في الكتيبة الصفراء بأهدافه الحاسمة في تربع فريقه على صدارة الترتيب في دوري عبداللطيف جميل ب24 نقطة، مجدداً للنصراويين أنه هداف الفريق الأول سواء تم التعاقد مع المهاجمين البرازيليين إيفرتون وإلتون أم غيرهم من المهاجمين المحليين، ليثبت السهلاوي أن الهداف عملة نادرة وأنه من فئة النجوم الذين يجيدون التحدث بلغة الشباك أمام الخشبات الثلاث. تألق السهلاوي اللافت في الموسم الحالي بدأ من المواجهة الدورية الأولى أمام نجران، إذ أحرز هدفاً جميلاً من مسافة بعيدة على طريقة كبار الهدافين، ثم عانى المهاجم الخطر من الجلوس على دكة البدلاء في ظل رغبة المدرب كارينيو في إشراك البرازيليين إيفرتون وإلتون، لتصبح مشاركاته محدودة في دقائق معدودة، وتزامن ذلك مع قرب انتهاء عقده الاحترافي، وعدم وجود الحماسة من إدارة النادي في التجديد معه، ما بدا أنه سبب له قلقاً نفسياً على مستقبله الرياضي. الفرصة الذهبية التي أتيحت أمام الهداف «الأصفر» جاءت بعد إصابة الثنائي البرازيلي ليعود إلى مكانه الطبيعي في هجوم الفريق، فصال وجال وحسم مواجهات الفتح والفيصلي، مانحاً «العالمي» نقاطاً غالية مكنته من اعتلاء الصدارة في الجولات الماضية قبل أن يخطفها الهلال في الجولة التاسعة. المتخصص الجديد في «الشباك الزرقاء» أبى إلا أن يقول كلمته في «دربي العاصمة»، إذ قاد فريقه إلى تحقيق الانتصار المستحق في موقعة التحدي على رغم غياب الأجانب، ومنح التفوق باكراً لمصلحة فارس نجد بعد هدفه الأول الذي أحرزه بلمسة هداف مستغلاً خطأ المدافع يحيى المسلم، ثم أحرز الهدف الثاني في الثواني الأخيرة من عمر اللقاء من طريق ركلة جزاء نفذها في شكل متقن. وتنفس السهلاوي الصعداء وهو يرى ملامح الفرح ترتسم على محيا الجماهير النصراوية بعد استعادة الصدارة، والمطالبات تتزايد في شأن تجديد بقائه مع الفريق لأعوام مقبلة، ما جعل إدارة النادي تتمسك به أكثر من أي وقت مضى رغبة في استمراره مع الفريق، وخوفاً من رحيله إلى أحد الأندية المنافسة، إذ أصبح المثل الدارج «الغالي ثمنه فيه» ينطبق عليه تماماً. الأمر الذي يخفى على الكثيرين من محبي السهلاوي أن الهداف النصراوي نشأ يتيم الأب في مدينة الهفوف (شرق السعودية)، وتولت والدته تربيته مع إخوته، وكان يلعب لأحد فرق الأحياء الفيصلي، ثم انتقل لفريق التعاون الأكثر شهرة في مدينة الهفوف وهو لم يتجاوز ال15 من عمره، ما لفت أنظار أندية الأحساء التي سارعت لضمه إلى صفوفها، بيد أن رغبة أسرته في تفرغه للدراسة حالت دون تسجيله في أي منها. والمفاجأة التي لم تخطر على بال الرياضيين أن الفتى الموهوب ذهب للتدريب مع شباب الهلال في 2002 من طريق المدرب راشد المري، إذ أمضى هناك أسبوعاً كاملاً ولكنه لم يقنع المدرب اليوغسلافي نوبوشيا الذي طالب بإبعاده عن التدريبات، ليستمر بعدها في دورات الحواري ثم ينتقل رسمياً إلى شباب القادسية في 12 تموز (يوليو) 2003، وذلك في مقابل حصوله على مبلغ 40 ألف ريال وسيارة فقط. وفي 2009 انتقل السهلاوي رسمياً إلى نادي النصر في صفقة كانت هي الأعلى حينها في تاريخ صفقات اللاعبين السعوديين، إذ بلغت 32 مليون ريال، حصة اللاعب منها 8 ملايين والقادسية 25 مليون ريال مقسمة على دفعتين.