على رغم إقرار جامعة الدمام، تخصصات جديدة في العام الحالي، بحجة أنها «ستخدم سوق العمل، وتسهم في إيجاد تنوع في برامج بعض الكليات». إلا أنها قامت بإلغاء كلية الآداب للطلاب هذا العام، وحرمانهم من دراسة العلوم الإنسانية في أي كلية أخرى. وأكد المتحدث باسم الجامعة المهندس إبراهيم الخالدي، في تصريح إلى «الحياة»، أنه «لا توجد كلية آداب لطلاب الجامعة». وأشار إلى أنها «متوافرة بكامل تخصصاتها للطالبات». وقررت جامعة الدمام، مع بداية العام الدراسي الجديد، «إلغاء» مجموعة من التخصصات الإنسانية، وعدم تدريسها لقسم الطلاب. فيما استمرت في قسم الطالبات، بل وفي الفروع الأخرى للجامعة مثل كلية حفر الباطن، وتسبب هذا الإجراء في غياب مجموعة من التخصصات، عن قسم الطلاب وأبرزها: اللغة العربية، والتاريخ، والجغرافيا، وغيرها. وذكر مجموعة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، أنه يتم «نقل التخصصات الإنسانية التي كانت تدرس في كليات الآداب للبنين إلى كلية التربية. ولكننا تفاجأنا بأن كلية التربية أصبحت تضم تخصصات ذات طابع مهني في الغالب، واكتفت بتقديم دبلومات في التربية، للراغبين في دراستها». وأشاروا إلى «نفس يسري بين بعض من يضعون المناهج التعليمية في الجامعات، إذ يوحون لمن يصنع قرار الجامعة، بأن التخصصات الإنسانية لم تعد مهمة، وأن سوق العمل تشبع منها، وفرصتها تضاءلت، ما يوجب القيام بإجراء يوقف هذه الروافد العلمية، وذلك بقصد إحياء التخصصات الطبيعية، وإرغام الطالب على الالتحاق بها». واعتبروا هذا التصرف «دليلاً على عدم إدراك أهمية هذه التخصصات، وأن العصر الحديث شهد تداخلاً بين العلوم، ما يصعّب إلغاءها بهذه الطريقة». إلا أنهم لفتوا إلى أن «الإمكانية متاحة، لترشيد سوق العمل، وليس القيام بمثل هذا التصرف». فيما عبرت مجموعة من الطلاب، عن أسفهم، لعدم قدرتهم على الالتحاق بالدراسة بجامعة الدمام، نظراً لكون رغبتهم كانت تتجه لدراسة العلوم الإنسانية. وقال محيميد العجمي: «كنت أرغب في دراسة اللغة العربية بالجامعة، ولكنني فوجئت في بداية العام الدراسي بعدم توافر هذا التخصص. ما دفعني إلى الالتحاق في جامعة الملك سعود في الرياض، لدراسة اللغة العربية»، معتبراً هذا الحال «صعّب عليّ الكثير من المسائل والمهمات الأسرية التي تستوجب وجودي في الدمام». ويشارك العجمي، طالب آخر، وهو مشعل السعيد، الذي يرى أن «من المعيب أن تخلو أي جامعة سعودية من التخصصات الإنسانية»، منوهاً إلى أن «جامعات العالم تزخر بعدد من التخصصات، وسوق العمل حري بالفرز واختيار الأجدر، إضافة إلى أن السوق يتسع، ولا يعاني انحساراً، أو ضموراً في التخصصات الإنسانية، مع الإشارة إلى أن هناك مسارات لمواصلة الدراسات العليا في مثل هذه المجالات؛ لذا لا أرى مصلحة في تغييبها عن جامعة الدمام». وأقرت الجامعة مطلع العام الحالي، تخصصات جديدة، منها هندسة النقل والمرور في كلية الهندسة للطلاب، وتخصص الاتصال وتقنية الإعلام في كلية الآداب للطالبات، وكلية الصيدلة الإكلينيكية للطلاب ضمن المسار الصحي في السنة التحضيرية، وتخصص الحاسب الآلي للطالبات في كلية المجتمع في الدمام للبنات.