تبقى للعلاقات الروحية النفسية الاجتماعية الحميمية بين بني البشر وآدميي الأرض العلاقة الأكثر تجاذبية ذات الأبعاد التكوينية الناشطة في معظم الأحايين من عمر المجتمعات الحضارية الناهضة، والتي كثيراً ما نجد أنفسنا منصهرين في بوتقة إعجازها، لتكون المرتكز الأقوى لحيواتنا ومدار وجودنا استشعرنا ذلك أم لم نعره وعينا! وذاك الحاصل واقعاً، حينما جذبتني الحياة بمواقفها المرة العذبة لشطآن الحب ومرافئ الود مع قلوب تشبَّعت بالنقاء وبياض السريرة، ومن دون أن تلتفت لهويتنا، وما نعتنقه من آيديولوجيات قد تعوق الآخرين من الاستمتاع بما نعيشه من لحظات صفو وعمرٍ أنيق نختال فيه ببسمات الضياء وشعاع الحياة.. وحصل واقعاً أنَّ من استوعب انفعالات نفسي وتشنجات روحي وأسرار مواقف العمر ودنيا المعاش من القلوب التي خالفتني المعتقد وصادقتني شعوراً وإحساساً ووجوداً وتحدٍّ للتّيه ساعات الحيرة ولحظات الريب!! جمعتنا اللحظة وقادنا الأمل ونسجتنا الانفعالات الشعورية في أجمل صورها وتماسك جزيئيات ذاتها من دون أن تختلّ تركيباتها مع حسٍّ ممقوت ساعة غضب أو لحظة عتب أو في حالات وصال أو هجران!! كنتُ أتردد في قبول الآخر المخالف! وأتحفظ في انسياب الإحساس فيه أو تصديق شعوري تجاهه... وحينما تمالكت غضبها أوقات ثورتي.. وانبثقت ابتساماتها لتصل أعماق روحي، وإذ أحدثها عن نجاح هنا وفوز هناك، وماذا حصل في مطار بيروت وأمسيات سويسرا الثقافية وتسارعها لإنهاء إجراءات تأشيرة دخولي لندن وقناعاتها العقلية لتردداتي في السفر لعدد من المشاركات الأدبية لأسافر أخيراً وأصنع نجاحاً آخر معتقاً بأنفاسها... ومع كل سرٍّ من أسرار عمري حكاية معها تنسج فصولها ثقة بالنفس كيف وهي النفس والمثل والصنو!. أهو الله الذي أوجد بعضنا بعضا؟ أهو قدره الذي وهبه لنا كي نستطيب العمر أملاً؟ أهي الحياة المتماهية بالآخر؟ أهو الآخر الذي يسكننا فيكوننا ونكونه؟ أم هو الهوى الذي استطبناه حساً وارتضيناه وجداناً؟ وابتغيناه حياة وعُمُراً وسبيلاً؟ هي آمال... وأنِّى اعتدال وما بيننا اشتراكٌ في الألفِ واللام وكأنّ ختامنا واحد! ونهايتنا واحدة متعلقة بين المدّ واللين، وهي هكذا العلاقة بيننا كيفما كنا وعلى أي انفعال نكون! وما بين ميمها المفتوحة نطقاً والمضمومة رسماً وعيني المسكونة قراءة والمنطلقة حرة نقشاً تكاملية الأثر والتأثير من حرية واستكانة وضمٍّ وانطلاق، إذ فضاء التمازج الروحي وحد الذوبان الشعوري في جزيئيات الحِسِّ وتكوينات التفاعل الانفعالي الفاعل فعلاً... * كاتبة سعودية.