اعتبر 17 حزباً وحركة سياسية في إقليم كردستان كل من يلتحق بالجماعات الإسلامية المسلحة في سورية «إرهابياً»، ودعت السلطات المعنية إلى تحمل مسؤوليتها في منع الظاهرة، فيما عزا مختص في شؤون الجماعات الإسلامية ذلك إلى التأثر بفتاوى شيوخ ورجال دين من خارج الإقليم، وأبرزها دول الخليج. وكانت أسر في محافظة السليمانية احتجت لدى السلطات على تجنيد أبنائها للقتال في صفوف «جبهة النصرة» في سورية، وعرضت قنوات كردية مقربة من حزب «العمال الكردستاني» في تركيا اعترافات شبان من إقليم كردستان تم أسرهم خلال الاشتباكات الدائرة مع «جبهة النصرة»، وأكد الناطق باسم وزارة الأوقاف في الإقليم ل «الحياة، في وقت سابق «التحاق نحو 40 شاباً من السليمانية بجماعات إسلامية سورية للقتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد، لكن العديد منهم بدأوا العودة عقب اكتشافهم أنهم تورطوا في القتال ضد الأكراد السوريين». وأفاد بيان أصدره نحو 17 حزباً وحركة كردية في السليمانية عقب اجتماع مساء الأربعاء أن «توجه عدد من الشباب إلى سورية للقتال مع الجماعات المتشددة ضد اقرانهم هناك عمل إرهابي مدان، ويجب محاسبة كل من يحرضهم على تبني هذه الأفكار»، ودعت «الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها في الحد من الظاهرة، وعلى وسائل الإعلام ووزارة الأوقاف عبر منابر الجوامع لعب دورها في التوعية». وكانت وزارة الداخلية في حكومة الإقليم أكدت «صعوبة منع الشباب من الذهاب الى سورية، وقدمت إليهم النصح بعدم الانخداع والاقتناع بفتاوى غير شرعية»، وهذا ما أكده المختص في شؤون الجماعات الإسلامية زانا روستايي الذي قال ل»الحياة» إن «هذا التوجه لدى الشباب نابع من شعور بالظلم الذي يمارس تجاه شعب أو جهة ما، وقناعتهم تكمن في تقديم المساعدة، وقد تكون نيتهم صادقة، لكن ذلك لا يعد كافياً، لأنهم يستغلون من قبل بعض الجماعات لتنفيذ أجندة وأفعال سيئة، ويعرضون حياتهم بسبب ذل للخطر واستخدموا للقتال ضد مظلومين من أخوتهم الأكراد هناك». وعزا الظاهرة إلى «التأثر بالفتاوى التي تصدر عن بعض الشيوخ ورجال الدين من خارج وطنهم خصوصاً في دول الخليج، والتي باتت تصل إلى كل مكان بفعل وسائل الاتصال الحديثة، ولا أعتقد وجود أي عامل مؤثر ومشجع لهم من داخل الإقليم، لأن مقارعي النظام السوري لا يحتاجون إلى مجندين بل إلى سلاح ومال»، مشيراً إلى أن «هؤلاء لا يحتاجون إلى جهة كي ترسلهم بل تتوافر وسائل اتصال حديثة، كما أن السفر باتجاه تركيا من دون الحاجة إلى فيزا سهل المهمة، والحكومة التركية تقدم تسهيلات كبيرة للراغبين في الدخول إلى سورية للقتال، ومن الصعوبة منعهم». ودعا روستاي «الأحزاب الإسلامية الكردية والإعلام إلى لعب دور فاعل لتوعية الشباب وإقناعهم بأن لا مستقبل لهم هناك مع الجماعات الإسلامية التي لا تنسجم توجهاتها مع روح الإسلام والعصر الحديث، خصوصاً أننا في مرحلة خطيرة من حرب طائفية ومذهبية وحتى قومية، وأن لا نكون طرفاً في هذا الصراع». من جانبه قال سكرتير «حزب آزادي الكردي في سورية» مصطفى أوسو ل»الحياة» إن «على المعارضة السورية وبشكل خاص الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اتخاذ موقف مسؤول حيال التطورات الخطيرة والاعتداءات الآثمة والسافرة على عدد من المناطق الكردية من قبل قوى ظلامية ذات توجهات تدميرية حاقدة على الشعب الكردي»، ودعا إلى «التدخل الفوري والسريع لوقف هذه الاعتداءات ورفع الغطاء السياسي عن القوى التي تعتدي على المناطق الكردية، وتسيء إلى الثورة السورية». وكانت «وحدات حماية الشعب الكردي» الجناح المسلح لحزب «الاتحاد الديموقراطي» الموالي لحزب «العمال الكردستاني» دعت إلى «النفير العام لمواجهة التنظيمات الجهادية إثر اغتيال المسؤول الكردي عيسى حسو.