افتتح الفنان التشكيلي طه صبان، في أستوديو رؤية للفنون التشكيلية بجدة، قبل أيام، معرضه الشخصي «طه»، فاجأ فيه الزائرين بلوحات صغيرة على غير العادة، لكنها بقيت على وتيرة الأسلوب نفسه وطريقة الجمع بين الألوان الحارة والبارة في إطار من التجريدية والتعبيرية. وأشار صبان إلى أن المعرض الذي استمر عشرة أيام تميز بالتحوّل إلى الأعمال الصغيرة: «هذه أول مرة أقوم بمعرض بهذه الأحجام». وأضاف: «أريد أن أوصل رسالة من خلال هذا المعرض إلى الفنانين والمبتدئين، اللوحة الصغيرة هي عنوان مبسط ومشروع ممكن إيصال فكرته بسرعة، مثل القصة القصيرة، يمكنني كفنان اختزال كل الفكرة في عمل مساحته صغيرة». فيما وصف الفنان يوسف جاه الخطوة التي اتخذها صبان بالمخاطرة: «فاجأنا بأعمال صغيرة تنبض بالحياة. وأنا أول من اندهش من المساحات الصغيرة للوحات، لكن لا يختلف اثنان على أن اللوحات الكبيرة والصغيرة تمثل في مجموعها وحدة واحدة، تكون امتداداً جمالياً لتجربة صبان». وأوضح جاه أن المخاطرة في ما فعله صباه، أن الفنان «حين يعتاد على لوحات كبيرة فإن أحاسيسه تنطلق بعكس اللوحات الصغيرة، التي تحد من انطلاق ريشة الفنان». وقال: «لا أعتقد أنها كانت تكثيفاً لفنه، بقدر ما هو إحساس تمرد عليه في مرحلة من المراحل، لقد خاطر حين قدم في هذا المعرض أعمالاً صغيرة، لكن في النهاية هو الأسلوب نفسه والمدرسة والشخصية والإحساس الذي تعودنا عليه». وأكد الفنان أحمد ربيع أن صبان قامة فنية شامخة، واصفاً إياه بأنه لا يمكن أن يتكرر كثيراً، وقال: «اعتدنا منه اللوحات الكبيرة، وفعلاً كانت المفاجأة لوحات صغيرة، لكنه أبدع فيها ونجح في إيصال فنه بإيجاز شديد، وكأنها كبسولات فنية مضغوطة وغنية في الوقت نفسه. ويكفي كتغذية بصرية للفنان أن يطلع على أعمال غيره من الفنانين، فكيف بأعمال طه بالذات، تجربته ثرية تفيد الإنسان العادي ولا بد للفنان بالأخص أن يستفيد منها».