أعلن التيار السلفي في السودان الذي لطالما دعم نظام الرئيس عمر البشير، عزمه انشاء حزب سياسي وخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة للمرة الأولى في تاريخه في خطوة اعتُبرت انقلاباً في فكر التيار، الذي هاجم البشير أخيراً ووصف نظامه بأنه «غير اسلامي ويجب على الإسلاميين مناهضته». ورأى السلفيون أن «أحزاباً كثيرة لا تتبنى المنهج الإسلامي وإنما تنطلق من منطلقات بعيدة عن الهدي الإسلامي، في حين أن الشعب السوداني ينتظر أن يحكم بالشريعة من قبل أمناء أكفاء لا يرفعون الشريعة مجرد شعار». وقال الاستاذ في جامعة الخرطوم محمد عبدالكريم وهو أبرز رموز التيار السلفي في السودان أن الحزب الحاكم فشل في تطبيق الشريعة الاسلامية، وهناك بون شاسع بين ما يرفعه من شعار وما هو عليه في الواقع، «مما يحتّم على الإسلاميين أنّ يعارضوا هذا النظام من منطلق التوجه الإسلامي الصحيح حتى لا تكون فتنة». ودافع عبد الكريم خلال حديث بثه موقع على الانترنت يشرف عليه، أنّ «القوى الخارجية تتربص بما بقي من السودان، في محاولة لتمزيقه وتقطيعِ أوصاله». واعتبر أن «المشروع الكفيل بالتصدي لهذه الهجمة ومشاريعها هو الحزب السياسي الذي ينطلق من منهج الأمة وعقيدتها، ويعمل على وحدتها بعيداً من القبلية والجهوية التي كادت أن تعصف بالسودان. ويلبي في السياق ذاته «أشواق الجماهير التي طالما حلمت بتطبيق الشريعة». وقال الزعيم السلفي أن «نظام البشير عجز عن تحقيق ما يصبو إليه الشعب السوداني من عدالة وكرامة وعيش حميد، وعوضاً عن ذلك تفشّى الفساد، ونهبت الثروات». وزاد: «الكل وصل إلى قناعة أن هذا النظام وصل إلى التكلس والشيخوخة التي عجز معها إصلاحيو النظام أنفسهم من الداخل عن رتق الفتق، وإصلاح الخلل». وقالت مصادر قريبة من السلفيين أن برنامج عمل الحزب السلفي الجديد سيشمل مناهضة «التمدد الشيعي» في القارة الإفريقية عموماً والسودان على وجه الخصوص ومكافحة نشاط القوى اليسارية والعلمانية ومحاصرة ظاهرة التيار الجهادي المسلح الذي كان محسوباً على الجماعات السلفية. وأكدت المصادر أن اللجوء الى الخيار العسكري بات مرفوضاً بالنسبة إليهم، مشيرةً إلى تراجع كثير من الجهاديين عن القتال وتفضيلهم العمل السلمي المدني والدعوة بالحسنى عبر حزب سياسي. في المقابل، أطلقت قيادات تيار الإصلاح المنشق عن حزب المؤتمر الحاكم، بزعامة مستشار الرئيس السابق غازي صلاح الدين ووزير الأوقاف السابق حسن عثمان رزق، اسم «الإصلاح والنهضة» على حزبهم الجديد. وقال القيادي الإصلاحي أسامة توفيق، إن قيادات تيار الإصلاح اتفقت على إطلاق اسم «الإصلاح والنهضة» على حزبهم الجديد ليعبّر عن «كل الجماهير التواقة نحو تحقيق قيم الحق والخير والعدل والبناء والتنمية الشاملة». وأضاف إنهم سيشرعون اعتباراً من اليوم في إجراءات تسجيل حزبهم قبل عقد مؤتمر لاختيار رئيس له، مؤكداً أن الحزب الجديد سيطرح برنامجاً مختلفاً عن برامج الأحزاب السودانية، وسيخاطب الشعب ببرنامج طموح وهادف.