أوضح أكاديمي أن منطقة ثقيف تضم آثاراً عدة، إضافة إلى العديد من الأساطير التي تداولها الناس عبر السنين، والتي لا تمت إلى الحقيقة بصلة. واعتبر أستاذ التاريخ الحديث في جامعة أم القرى الدكتور يوسف الثقفي خلال حديثه إلى «الحياة» الحصون من الآثار القديمة الحقيقية التي تستحق الدرس والتدوين والتحليل التاريخي، والتي بنيت في مواقع استراتيجية بالقرى كافة، إذ إن بعضها تعرض إلى هدم ولم يبق منها سوى الأثر الذي يدل على مواقعها، والبعض الآخر ما زال قائماً، مرجعاً سبب بقاء بعضها إلى قوة البناء وتماسكه. وقال: «إن الحصون الباقية تبدو مداخلها من الأسفل، وهناك درج داخلي يصل إلى القمة في موقع لحماية كان القرية، والذين عادة مايستخدمون البنادق القديمة المسماة القداديح أو أبو فتيل، وكان لهذه الحصون شأن مهم عندما كانت القبائل متناحرة». وأشار إلى «الكهوف» التي كانت تستخدم للسكن والتخزين وزرائب للمواشي، إضافة إلى «آبار» منحوتة في الصخور يزيد عمقها على 20 متراً تقريباً، مضيفاً: «يوجد مرصد فلكي قديم أسسه شخص اسمه (شعف)، حفر في الصخر علامات تدل على موعد شروق الشمس على مدار أيام العام، وحساب التغييرات الفلكية وبدايات الفصول الأربعة ومواسم هطول الأمطار، وهذه حقائق». وأفاد بوجود طريق ترابي يعرف بطريق «العصبة»، يمتد مسافات طويلة وهو طريق حجاج جنوب الجزيرة واليمن، ويتعرضون من خلاله للمخاطر من نهب وسلب وهم في طريقهم إلى مكةالمكرمة قبل 150 عاماً، ووقعت القبائل اتفاقاً في ذلك الوقت ينص على حماية الطريق والحجاج من الاعتداء ومعاقبة من يخرق ذلك الاتفاق. وأوضح أنه في ما يتعلق ببعض الآثار التي يتداول الناس الحديث عنها في ثقيف لا يوجد لها سند تاريخي يثبت صحتها أو نسبتها إلى مصادرها الأصلية، ومنها مسجد معاذ بن جبل الموجود في قرية المجاردة ببلاد ثقيف، إذ وردت روايات تناقلها الناس جيلاً بعد جيل أن الذي بناه الصحابي المعروف معاذ بن جبل عندما أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، مؤكداً أنه ليس هناك نص تاريخي أو نقش يثبت صحة ذلك، إضافة إلى «مدحق الفرس» وهو عبارة عن حفرة صغيرة على شكل حافر الحصان أو الحمار، والذي اعتبره من الخرافات والأساطير التي تتناقلها الأجيال، وزاد: «من المؤسف في الوقت الحالي أن بعض فئات المجتمع منهم على مستوى متقدم من التعليم ويؤمن بهذه الخزعبلات، وأرى أهمية تصحيح المفاهيم تجاه هذه الجوانب التي علقت في الأذهان مع مرور الوقت». وأضاف الثقفي أنه عرف في المنطقة «قبر الغرير»، وهو من الخرافات التي سادت في المنطقة قديماً، إذ كان الناس يضعون عليه القماش والسمن والعسل، ويتوقعون أن أتباعه من الجن يتغذون على هذه الأطعمة، ما يمنح البركة لهم، معتبراً ذلك الأمر مرفوضاً. وبين أن القبر بقي على هذا النحو حتى عام 1351ه، إذ قام عدد من الأعيان بنبش القبر ولم يجدوا في داخله سوى آجورة «طوبة» حمراء صغيرة، وتم ردمه وتسويته بالأرض للحيلولة دون تمادي الناس في هذا التوجه الذي يخدش العقيدة. وقال إن من البدع السائدة الذبح على آبار المياه بغية إرضاء حارس البئر وهو الثعبان الذي يعيش بين صخور البئر، إذ يهدرون الدم على جدران البئر وتلعقه الثعابين، ويتوقعون أن يسهم في استمرار تدفق مياه الآبار.