لكونها آباراً موغلة في القدم حفرت بطريقة فنية متقنة ومتوازنة تتواصل من الأسفل، وتعتبر منقورة في الصخور الرسوبية، ولأن الناس كانوا ينهلون منها الماء إلى عهد قريب، حين جفت أخيراً، طالب أهالي مركز مشذوبة (190 كم شمال المجمعة) بإعادة تأهيل «آبار الحنبلي» سياحياً وعملياً، خصوصاً أنها لا تزال موجودة وبحالة جيدة، وأن مراجع ومصادر حديثة وقديمة تحدثت عنها. وذكر ضيدان الوسيدي (85 عاماً) أنه يعرف كغيره من سكان مركز مشذوبة أن الآبار اسمها الحنبلي منذ سنين قديمة، وعددها نحو 10آبار، وقال: «في سنة 1950 أقمنا على الآبار التي تقع على مقربة من مشذوبة في بداية صيف شديد الحرارة، إذ قمنا بإعادة حفر تلك الآبار التي دهمتها الأتربة وغطت جزءاً كبيراً منها، وأخذنا ننزح المياه منها، وبعد سنوات جاء رجل يدعى ابن مضيان وأعاد حفرها وتنظيفها مرة أخرى، وأقام بجوارها للاستفادة من مائها»، لافتاً إلى أن الآبار لا تزال باقية وبحالة جيدة وواضحة، إلا أنها جافة، وتقع في طريق الحجاج من العراق إلى مكةالمكرمة. وأضاف أنه على مقربة من الآبار بنحو 600 متر غرباً توجد مقبرة إسلامية قديمة جداً تحتوي على 100 قبر تقريباً تبدو اكبر حجماً، وتختلف طريقة القبور بعض الشيء عما هو سائد حالياً، فهي محاطة بصخور على شكل دائري، وقال: «المقبرة موجودة منذ قدومنا إلى هذه المنطقة، وكانت بلا سور، ومحاطة ببعض الصخور حتى سنة 2007 عندها قامت بلدية الارطاوية بتسويرها، وفيها قبور لأطفال لكن حجمها اكبر من المعتاد، كما أن وجهة القبور تبدو وكأنها منحرفة عن القبلة، وذكرت روايات أن وجهتها إلى القدس». ولفت الشاب نايف الحربي إلى أن أهالي مشذوبة البالغ عددهم 1050 نسمة يأملون بأن تحظى الآبار والمقبرة باهتمام الجهات المختصة، لا سيما هيئة السياحة والآثار، لإعطاء ذلك الموقع التاريخي حقه من الأهمية، مشيراً إلى أنه سعيد بقرب المسافة بين الموقع التاريخي وقريته، وإلى أمله أن يتم اكتشاف الخفايا والتاريخ لهذا الموقع الذي يجهل هو وأقرانه الكثير من المعلومات عنه، فيما أشار المواطن صالح الوسيدي إلى أنه ينتظر اليوم الذي يرى فيه الباحثين والمتخصصين في الموقع لعمل الدراسات والأبحاث لمعرفة تاريخ الآبار وكذلك المقبرة.