وجه السفير البريطاني لدى لبنان توم فليتشر مجموعة اسئلة الى لبنان في ذكرى استقلاله السبعين، في رسالة مفتوحة وردت في مدونته أولها: «هل ما زلت تؤمن بتلك الفكرة؟ فالعقود السبعة لم تكن سهلة ومررت بسنوات من المراهقة العسيرة وبالكثير من أزمات منتصف العمر ان لم نقل أكثر من ذلك. وأنت الآن تمر أيضاً بسنة عسيرة ويعتريك القلق من ان تشتّتك الخلافات الاقليمية. وما حصل هذا الاسبوع ليس الا تذكيراً بأن الكثيرين يرغبون في حصول هذا الأمر». وقال فيلتشر: «تبدو سياساتكم وكأنها ديناميكية ولكنها في الصميم مشتتة ومشلولة. تتحدثون عن الوحدة ولكن غالباً ما نسمع البعض يقول: «لبنان بلد رائع... لولا اللبنانيين» أو «لن يتغيّر شيء – هيدا لبنان» أو «هم (أدخلوا هنا اي مجموعة تريدون) مختلفون جداً». لديكم قدرة خارقة على تحمّل المشقّات مثل انقطاع الكهرباء لكن نادراً ما تواجهون أسبابها الأساسية. تستثمرون أكثر من أي بلد آخر في تعليم شبابكم لكنهم يشعرون بأن لا صوت لهم في تغيير بلادهم نحو الأفضل. لطالما كنتم منارة لحقوق المرأة لكنكم تنتخبون حفنة صغيرة منهن في البرلمان. كنتم أول بلد في الشرق الاوسط يقف في وجه الديكتاتورية والطغيان في القرن الحادي والعشرين لكن صوتكم المطالب بحقوقكم وبحقوق الآخرين يبدو أنه سكت وفي الكثير من الأحوال قد أسكِت». وسأل: «لم لا تستغلون مناسبة الذكرى لتذكر المعنى الحقيقي للاستقلال وكيف يجب ان يكون الاستقلال ولم لا تضعون المصالح الوطنية ومصالح لبنان فوق مصالح الاسياد الاجانب؟ ولم لا تطلبون من قادتكم ان يقوموا بذلك ايضاً؟، ولا تنسون قوتكم الجماعية. قد يكون لديكم جيران صعاب وقد تميلون الى التسليم بقدركم لكن موقعكم وتنوعكم يضعانكم في قلب القارات والثقافات. ان تاريخكم يمنحكم صلابة وروحاً حرة قد يتحرق غيركم في المنطقة للحصول عليها وهم يتحرقون فعلاً». ولفت الى ان بريطانيا «ضاعفت تجارتها وزادت عشر مرات دعمها للجيش اللبناني وجهوده الرامية الى الاستقرار ونبذل أقصى جهد ممكن في مجال الاغاثة الانسانية لمساعدتكم على الاستجابة لأزمة تدفق اللاجئين. ومجلس الأمن تناسى معاركه هنا وأجمع مراراً على اعطاء الاولوية لاستقراركم وتأمين قوات حفظ السلام والمساعدة والدعم السياسي. بالنسبة للكثيرين منا انتم أهم وأغلى بكثير من ان نتخلى عنكم. ان كان التعايش مستحيلاً في لبنان فكيف لنا ان نؤمن بأنه سينجح في اي مكان آخر؟، أنا ما زلت أراهن على لبنان العام 2020 وأشجعكم بكل تواضع على ان تراهنوا عليه أيضاً». ورأى ان «من المبكر جداً لبلد أن يتقاعد في عمر السبعين. لا يمكنكم أن تجمّلوا التصدّعات. أن تبلغوا سن ال75 رهن بقدرتكم على ايجاد سبيل للاتحاد وللتركيز على ما يجمعكم بدل التركيز على ما يفرقكم. هذه مهمة لا يمكن أن تسلمّوها للآخرين. القرار قراركم».