تُعتبر أوروبا القارة الأفضل في عروض الوظائف المقدمة للأطباء والممرضين، ليكونوا الأكثر حظاً في إيجاد عمل بخاصة في سويسراوبريطانيا واسبانيا والنمسا. وعلى رغم حال الركود التي أرخت بثقلها على أسواق العمل الأوروبية، لا يواجه الخريجون الأوروبيون والسويسريون من كليات الطب صعوبات مثل زملائهم من كليات أخرى، لدى تقدمهم بطلبات العمل الأولى في حياتهم المهنية. ونمت الوظائف في القطاع الطبي خلال السنوات الست الأخيرة، أي منذ نشوء أزمة المال العالمية، بنسبة 2 في المئة أوروبياً، بعدما كانت تسجل كساداً لفترة طويلة. وأمّنت القارة القديمة أكثر من مليون وظيفة في قطاعها الطبي خلال العامين الأخيرين، ما يعني أن التخصص في أي قطاع طبي في ظل الضبابية المخيّمة على أسواق العمل الأوروبية، يماثل أي عملية استثمار ناجحة في مجال الطاقة. ولا تقتصر وظائف القطاع الطبي الأوروبي على الشباب، بل تشمل أيضاً الذين تخطوا سن الخمسين ويتمتعون بكفاءات تخولهم الاستمرار في عملهم لعشرين سنة أخرى، وذلك استناداً إلى الإحصاءات الأخيرة. ولوحظ أن تدويل القطاع الطبي ساعد على توفير آلاف الوظائف فيه، إذ أن 10 في المئة من طاقم القطاع الطبي الأوروبي يحتضن موظفين غير أوروبيين، جزء منهم من دول الشرق الأوسط في مقدمهم لبنان. على الصعيد السويسري أشار الخبراء إلى أن 7 في المئة من الأطباء والممرضين أجانب غالبيتهم من أوروبا وإيران وبعض دول أفريقيا الشمالية. فيما تُعتبر بريطانيا مع دول منطقة البلطيق الأكثر احتضاناً للأطباء والجراحين الأجانب على مستوى أوروبا، وهم يستأثرون ب 20 في المئة من الوظائف المتوافرة في القطاع الطبي. وكشف المراقبون في أسواق العمل السويسرية والأوروبية، عن نمو لافت في الوظائف في القطاع الصحي في تسع دول أوروبية فضلاً عن سويسرا، ويشمل هذا النمو لوكسمبورغ وتشكل اليد العاملة الأجنبية 35 في المئة من مجموع اليد العاملة في القطاع، وفي إرلندا 16 في المئة، واستونيا والنمسا وقبرص واسبانيا وبريطانيا 9 في المئة. علماً أن عدد الوظائف في الدول الأوروبية الغنية مثل لوكسمبورغ، نما بنسبة 6 في المئة خلال العامين الأخيرين. وأعلن خبراء في وزارة الصحة السويسرية، أن الإنفاق الوطني على القطاع الصحي سيصل إلى 11 بليون فرنك سنوياً وفي شكل تدريجي حتى عام 2015، لتحسين الخدمات وزيادة عدد الوظائف، علماً أن الحد الفاصل بين مرحلة التخرج من كليات الطب والعثور على الوظيفة المؤاتية براتب يبدأ بأربعة آلاف فرنك سويسري شهرياً، لا يتعدى خمسة شهور في سويسرا. أما الانتقال إلى العمل من مستشفى إلى آخر، فهو لا يستغرق أكثر من شهرين. يُذكر أن رواتب كبار موظفي قطاع الرعاية الصحية السويسرية، تتجاوز 12 ألف فرنك شهرياً.