عزّى أمس وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو نظيره الإيراني محمد جواد ظريف بضحايا التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف السفارة الإيرانية لدى لبنان الثلثاء الماضي، وناقش أوغلو هاتفياً مع ظريف مجريات المفاوضات النووية في جنيف، وفق صحيفة «حرييت» التركية نقلاً عن مصادر ديبلوماسية. في وقت اجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في أنقرة محادثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وعبر اردوغان، بحسب البيان الصادر عن مكتب ميقاتي الاعلامي، خلال اللقاء في حضور سفير لبنان لدى أنقرة منصور عبدالله وسفير تركيا لدى لبنان اينان اوزيلديز عن «تضامنه مع لبنان بعد الانفجار الذي استهدف السفارة الايرانية»، مقدماً «تعازيه بالضحايا الذين سقطوا في هذا التفجير». وقال: «عانينا الكثير من العمليات الارهابية وندين هذا النوع من الأعمال». وقدم اردوغان التهاني إلى ميقاتي بعيد الاستقلال وتمنياته بأن تبقى العلاقات بين لبنانوتركيا مزدهرة. وعبر عن «تعاطفه مع لبنان في سعيه لحل قضية النازحين السوريين على أرضه»، مؤكداً «أن تركيا ستسعى إلى بذل كل الجهود الممكنة لمساعدته في تحمل أعباء هذا الملف». وفي الملف السوري، شدد على أن «تركيا حريصة على أفضل علاقات الصداقة مع الشعب السوري وتتمنى رفاهيته وتشدد على بذل كل الجهود لوقف القتال في سورية». وأكد حرصه على «تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين». ولفت ميقاتي إلى أن «العلاقات الثنائية بين لبنانوتركيا وطيدة والغيمة العابرة التي شابتها أخيراً زالت، لأن الإرادة المشتركة بيننا تشدد على أفضل الروابط بين بلدينا». وشدد على «وجوب تضافر كل الجهود السياسية العربية والدولية لإنهاء الحرب في سورية وعودة الاستقرار اليها، وإعادة الهدوء الى دول المنطقة كافة». وتمنى ان «تعي الدول العربية والاجنبية دقة الوضع الذي يعانيه لبنان جراء استمرار تدفق النازحين اليه وضرورة مقاربة هذا الملف، ليس فقط من الناحيتين الانسانية والاغاثية، بل أيضاً عبر إيجاد حل سياسي سريع والعمل في المدى المنظور على إنشاء مراكز إيواء مؤقتة لهم داخل الحدود السورية». وأشار إلى أنه لمس لدى المسؤولين الأتراك الذين التقاهم تفهماً كبيراً للموقف اللبناني ووعدوا ببذل كل الجهود الممكنة لشرح الموقف اللبناني والعمل على اتخاذ موقف دولي يتطابق معه. وأعلن انه طلب من السلطات التركية التدخل، «بكل ما لتركيا من تأثير ونفوذ»، من أجل العمل على «إطلاق المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي اللذين خطفا قبل فترة داخل الاراضي السورية وإطلاق المصور اللبناني سمير كساب الذي خطف مع زميله الموريتاني في سورية خلال قيامهما بمهمة صحافية». وكان ميقاتي جدد في حديث إلى وكالة «الأناضول» التركية إدانته «الاعتداء الارهابي والجبان على السفارة الإيرانية بوصفه عملاً مرفوضاً». وأعلن عن «اتخاذ كل الإجراءات لحماية البعثات الديبلوماسية». واوضح ان «على رغم أن لبنان نأى بنفسه عن الاحداث في سورية، إلا أن هذه الأحداث تفرض نفسها اليوم خصوصاً أن لبنان يتحمل العبء الأكبر في ملف النازحين السوريين على أرضه». واكد ان «لبنان تواق دائماً إلى أفضل العلاقات مع كل الدول الصديقة والشقيقة، ولا سيما تركيا».