بدأت الأسواق التجارية السعودية تعج بالمتسوقين، حتى ساعات الصباح الأولى يومياً، والذين يقومون بشراء مستلزمات عيد الفطر المبارك، ما يشير إلى قوة شرائية عالية لدى المستهلكين. وبرز نشاط ملاحظ لحركة التجارة والبيع والشراء فى مختلف المدن السعودية مع بدء العد التنازلى لعيد الفطر، وتشهد كبريات الأسواق التجارية ومحال الملابس والأحذية ازدحاماً شديداً على رغم وفرة متطلبات المتسوقين المستوردة من مختلف دول العالم. ودفع هذا الإقبال الكبير الكثير من المحال إلى تمديد فترات عملها إلى الساعة الثالثة فجراً، وسجل الطلب ارتفاعاً كبيراً على مختلف مستلزمات العيد من ملابس وأشمغة وأحذية وعطور وحلويات وشكولاته وزكاة الفطر وغيرها، وهو ما أحدث رواجاً في الأسواق، مع نمو المبيعات في شكل كبير. وتضاربت توجهات التجار في حركة البيع خلال أيام العيد، وفي حين عمد بعضهم إلى رفع الأسعار باعتباره موسماً سنوياً تنشط فيه حركة البيع، قام آخرون بحملة تخفيضات، في حين اشتكى المتسوقون من ارتفاع كبير في الأسعار، واستغلال التجار مناسبة العيد لزيادة السعر في شكل كبير. ويقول تجار إن حركة البيع هذا العام أفضل من العام الماضي، كما أنها زادت خلال اليومين الماضيين بسبب تسلّم الموظفين رواتبهم باكراً، إلا أنها أقل من المتوقع. وأضافوا أن انتعاش حركة البيع ستستمر في الارتفاع إلى ليلة بدء العام الدراسي الجديد، التي لن يفصلها عن العيد إلا أيام. وإلى جانب مستلزمات المرأة، تقف الأشمغة في مقدم أولويات الرجال، وشهدت محال بيعها تنافساً قوياً لجذب الزبائن، خصوصاً مع دخول الأيام الأخيرة من رمضان، في إطار تنافس شديد تعيشه السوق السعودية بين المنتجين والموزعين والوكلاء. وبالنسبة إلى زكاة الفطر فإن مبيعات الرز العام الحالي لم تتغير كثيراً عن العام الماضي، فالطلب عليها يشهد الوتيرة نفسها التي تم تسجيلها سابقاً، وذلك بحسب إحصاءات موردي الجملة الذين يقوّمون المبيعات سنوياً. ويقول موردون إن الاستعداد لزكاة الفطر يكون قبل شهر رمضان بأربعة أشهر تقريباً، من خلال توريد كميات كبيرة منه، خصوصاً بالأحجام الصغيرة التي تزن ثلاثة كيلوغرامات، وهي تحتاج وقتاًَ لتجهيزها، لافتين إلى انخفاض سعر كيس الرز، الذي يتراوح وزنه ما بين 40 و45 كيلوغراماً إلى ما بين 230 و240 ريالاً. وفي القطاع السياحي احتدمت المنافسة بين الفنادق والشقق المفروشة والمنتجعات السياحية، لكسب أكبر عدد ممكن من الزبائن، الهادفين إلى الاستمتاع بقضاء إجازة عيد الفطر. وأنهت هذه المنشآت التجهيزات اللازمة لدخول المنافسة منذ وقت باكر، في وقت سجلت هذه الفترة إقبالاً ملاحظاً من الزوار على هذه القطاعات، مع قيام هذه القطاعات برفع الأسعار بنسبة تصل إلى 25 المئة، في حين تصل إلى 50 في المئة في المنتجعات التي يقول مسؤولوها إنها محجوزة كلها من الآن خلال فترة العيد. وتشهد المنتجعات السياحية إقبالاً يعد الأكبر على مدار العام خلال فترة اجازة العيد، بسبب حرص الأسر على قضاء الاجازة على البحر الأحمر. وتتراوح أسعار قضاء ليلة داخل أروقة المنتجعات في جدة على سبيل المثال ما بين ألف ريال وأربعة آلاف ريال، ويعتمد السعر على موقع ومساحة هذه المنتجعات، ولكن الملاحظ أن معظم الزوار يحرصون على قضاء أكثر من ثلاثة أيام داخل هذه المنتجعات.