تشهد المجتمعات العربية بما في ذلك المجتمع السعودي تبدلاً في المزاج العام على الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية كافة، بما يحتم تغيراً جذرياً على أولويات البشر خلال الجيل الحالي والجيل الذي سبقه. وفي الوقت الذي كانت الأمهات فيه يفضلن أن تكون الهدايا المقدمة إليهن من الذهب والأشياء الثمينة، نجد أن الفتيات من بناتهن أصبحن أكثر ميلاً لتقبل هدايا تواكب العصر كالجوالات وكاميرات الفيديو الرقمية وغيرهما من الأجهزة التقنية الحديثة. تقول لما درويش «30 عاماً» «أفضل اقتناء الأجهزة التقنية الحديثة بدلاً من اقتناء المجوهرات، خصوصاً وأن الأجهزة تستعمل بشكل دائم كأجهزة الجوال والحاسب الآلي الشخصي وغيرهما، في حين أن المجوهرات لا تستخدم إلا نادراً، ويقتصر استعمالها في المناسبات الاجتماعية». وتتفق معهانسرين عمر «25 عاماً» بقولها «أحرص على اقتناء الجديد من أجهزة التقنية سواء ما أستخدمه شخصياً مثل أجهزة الجوال أو الحاسب الآلي، أم ما نستخدمه بشكل جماعي كعائلة». وعن سبب تفضيلها الهدايا من الأجهزة التقنية عن الذهب والمجوهرات تقول نسرين «أفضل الأجهزة الحديثة خصوصاً تلك التي أستعملها في عملي مثل جهاز الحاسب الآلي لا سيما وأن هناك تطوراً تكنولوجياً مستمراً لها، وتقنية تساعد الفرد على تطوير أعماله واختصار الوقت». وتضيف «أما في ما يخص أجهزة الجوال فأحرص على تغييرها بصفة مستمرة والسبب في ذلك تطور تلك الأجهزة، فمن جيل لجيل في أجهزة الجوال هناك خدمات مضافة وتحسينات على نوعية الخدمات المرافقة للجوال». وفي الوقت الذي تحرص فيه نسرين عمر على تبديل أجهزتها بصفة مستمرة بما يتناسب مع تطورات التكنولوجيا تفضل والدتها اقتناء الذهب والمجوهرات، فبحسب الابنة فإن والدتها تفضل تلك النوعية من الهدايا. وتقول «والدتي مولعة بالمجوهرات، وهي تفضل اقتناء التصميم الحديث منها، وتحرص على ارتدائها في جميع الأوقات، في حين يقتصر ارتدائي لها في المناسبات الاجتماعية وهذا يجعلني غير مولعة بتلك المجوهرات». ولم يقتصر استحواذ الأجهزة التقنية وولع الفتيات بها في المجتمعات العربية على وجه العموم والسعوديات تحديداً، إذ أشارت دراسة حديثة أجريت في أميركا، حصلت «الحياة» على نسخه منها، وشملت 1400 امرأة و700 رجل تتراوح أعمارهم ما بين 10 و49 عاماً إلى أن الألماس لم يعد أفضل صديق للفتيات، إذ تفضل النساء الأميركيات اليوم هدايا الأجهزة الإلكترونية على الجواهر. وبينت الدراسة أن ثلاثاً بين أربع نساء يفضلن اقتناء جهاز تلفزيون جديد بشاشة مسطحة «بلازما»، على عقد ألماس، وقالت 86 في المئة ممن شملهن الدراسة أنهن يفضلن الحصول على كاميرا فيديو رقمية جديدة على زوجين من الأحذية من الأنواع الشهيرة. كما وجدت الدراسة أن الفجوة التكنولوجية بين الجنسين تضاءلت، إذ تستخدم النساء التكنولوجيا الحديثة بالقدر نفسه الذي يستخدمه الرجل. وأشارت الدراسة إلى أن أربعاً من بين كل خمس نساء يشعرن بالراحة عند استخدام أجهزة تكنولوجية حديثة، بينما تستطيع 46 في المئة منهن التعامل مع المشكلات التي تواجههن أثناء العمل على جهاز الحاسب الآلي.