كريستيان ولهامسون حصان السويد الأشقر الذي حط رحاله في بلادنا في أكبر الصفقات الكروية، كان التعاقد معه مثار تحفظ ونقد وحسد، التحفظ نتيجة البون الشاسع بين البيئتين، والنقد ممن يعتقدون أن المبلغ يمكن أن يحضر به أكثر من لاعب، أما الحساد فهم من يراقبونه في كل مباراة ليقولوا بعدها (أبو50 مليون) لم يقدم ما يوازي ما دُفِع فيه. إذا أُسقط. قالوا ممثل بارع وبهلوان يخدع الحكام ويطير مع أدنى احتكاك، وإن أخطأ سلطت عليه الأضواء وبقوة ليثبتوا أنه صفقة فاشلة لم تفد الفريق عند الحاجة إليها، ولكن عندما يجاور الإنسان الكريم والشاعر المرهف الحس ويحاكيه في البذل والعطاء، ويتبرع بجائزته كأحسن لاعب في الجولة الأولى لدوري زين للمحترفين ويدعو لاعبي الكرة ليكونوا قدوة للجميع في الجانب الإنساني، يتوارى الجميع على رغم أنه تبرع بها لأيتام الوطن أبناء الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان). أجل يا متعصبون... كريستيان ولهامسون غير المسلم يقدم 50 ألف ريال لأطفال مسلمين، وتبقى حروفكم عاجزة عن شكره أو الثناء على فعله أو حث غيره على الاقتداء به. هو موقف سيسجله التاريخ له بمداد من ذهب في صفحاته الأولى سواء في سجل الجمعية أو في نفوس الأيتام الذين أسعدهم تواصل نجوم الكرة معهم وقربهم منهم في موقف إنساني تتوارى فيه المذاهب والعقائد والميول. «ولي» لم يكتف بتقديم صورة صادقة ونموذجية للمحترف الحقيقي متمثلة في الجدية أثناء التدريب أو المباريات واللياقة العالية التي تجعله يؤدي المباراة كما بدأها بنفس الروح والحماسة يجوب الميدان يميناً يساراً، إن لزم الأمر وجدته في قلب الدفاع مستميتاً، وكلما لاحت في الأفق بوادر هجمة انشقت الأرض عنه يقودها صنعاً أو تسجيلاً، بل يقدم دروساً مجانية للنجوم الشباب الطامحين للمجد والشهرة ليحذوا حذوه في الجدية واللعب الجماعي لخدمة الفريق فلم نره يوماً متذمراً مع ما يلحق به من ضرب وعنف أو محاولاً الرد ومجاراة العاجزين في تصرفاتهم بل سرعان ما يقفز كالغزال ويعاود الركض بخفة ورشاقة من دون أن يضيع الوقت في التصنع والادعاء. ثم هو الآن يقدم لنا نموذجاً رائعاً لدور اللاعب في الحياة الاجتماعية بتبرعه السخي... ألا يستحق أن نقول له من القلب: (شكراً ويلي). [email protected]