«العَلَم والأناشيد اللبنانية عبر التاريخ» كتاب عمل على تأليفه المؤرخ الراحل والنقيب السابق في الدرك اللبناني جوزف نعمة ونجله العميد المتقاعد في الجيش أدونيس نعمة، وقد صدر في بيروت في طبعة فاخرة مزوّدة صوراً ووثائق نادرة. موسوعة شاملة للعَلَم اللبناني وللأناشيد الوطنية منذ الفينيقيين إلى اليوم، مروراً بالمردة والمماليك والعثمانيين والإمارتين المعنية والشهابية والأُسر الإقطاعية التي حكمت مناطق في البلاد، وصولاً إلى عهد المتصرفية ومرحلة الانتداب الفرنسي ثم الاستقلال، ولم يُغفل المؤلفان المصادر الموثّقة عن الأَعلام والأناشيد بحيث يعتبر الكتاب مرجعاً في مجاله. وهناك إيضاح لكيفية احتلال الأرزة مكان الصدارة من العَلَم اللبناني المعتمد، ومَنْ كان البادئ في ذلك، وعرض للتداول بين رموز الجناحين اللذين يتألف منهما الشعب اللبناني للاتفاق على علمٍ وطنيّ، والخلافات في البداية حول شكل العَلَم وألوانه، إلى أن حسمت الموضوع الأحداث التي آلت إلى التحرر من الانتداب وإعلان الاستقلال، فحصل إجماع على العَلَم الحاضر الذي أُحيطت أرزته بالدم المراق نضالاً من أجل الدولة المستقلة. والكلام على العَلَم مزوَّد رسوماً للأعلام التي يتحدث عنها، وللمباني الأثرية التي رفرفت الأَعلام فوقها، ولرجالات تلك العهود حتى العهد الحاضر، وبينها صور كثيرة نادرة الوجود ومعظمها بالألوان. وهناك ايضاً فصلٌ للأناشيد التي بدأت أهازيج وحداءً وأغاني شعبية حماسية، حتى تطورت الى أناشيد وطنية وعسكرية ثم إلى نشيد وطني أول من نظم الشاعر شبلي ملاّط مطلعه: هَلُمَّ يا بني لبنان/ لموطن المجدِ تلاه، بعد إعلان دولة «لبنان الكبير» وقيام الجمهورية اللبنانية، نشيد من نظم الخوري مارون غصن وضع لحناً له أولاً الموسيقي بشارة فرزان ثم تلاه بلحنٍ آخر الموسيقي الأب بولس الأشقر. ويمضي الكتاب في سرده سيرة النشيد الوطني اللبناني منذ إقامة مباراة لاختيار نشيدٍ رسميّ شُكِّلت للنظر في الأناشيد المقدَّمة لها لجنة تحكيمية عيّنها حاكم لبنان الفرنسي ليون كايلا، فلم يسفر عملها عن نتيجة، إلى أن شكّلت الحكومة اللبنانية بعد فترة لجنة أخرى اختارت النشيد الحالي: «كلنا للوطن» للشاعر رشيد نخلة وتلحين الموسيقار وديع صبرا، مع تنويه اللجنة بنشيدٍ من نظم القائمقام الشاعر عبدالحليم الحجّار مطلعه: «الفخر في بلادنا، والعزُّ باتحادنا» لحّنه الأَخَوان فليفل. ويتناول الكتاب نشأة فرقة موسيقى وطنية رسمية بعد ان كانت الدولة تستعين بالفرق الموسيقية الخاصة عند الحاجة. وهذا الفصل معزَّز بالصُّوَر النادرة للفرق الموسيقية الوطنية: موسيقى المتصرفية، موسيقى الدرك، موسيقى الجيش، وموسيقى الحرس الجمهوري، مع ما يرافقها من صور الشخصيات ذات العلاقة بالموضوع، وللاحتفالات التي تبدأ بعزف النشيد الوطنيّ، وللأماكن التي تجرى فيها هذه الاحتفالات، كالساحات العامة والصروح الأثرية والسرايات الحكومية وسائر المباني الرسمية والثكن العسكرية.