تواصلت أمس حركة النزوح السورية الكثيفة إلى بلدة عرسال اللبنانية لليوم الخامس على التوالي على رغم إعلان القوات النظامية سيطرتها على بلدة قارة أولى بلدات منطقة القلمون السورية من ناحية الشمال، بعد اشتباكات ضارية بين الجيش النظامي والمعارضة المسلّحة في البلدة، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا). وعصر أمس، أغار الطيران السوري على منطقة وادي حميد شمال عرسال وعلى وادي الخيل شرقها وسط توقّعات بدخول عائلات جديدة ليلاً لتضاف إلى أكثر من 1500 عائلة نزحت خلال الأيام الأربعة الماضية. وعلمت «الحياة» أن 2170 عائلة سورية نازحة سجلت خلال الأيام القليلة الماضية في مكتب التسجيل الدائم التابع للأمم المتحدة في زحلة. وتابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ملف النازحين. والتقى وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور الذي قال بعد اللقاء: «بحثنا ما يحصل من تدفق إضافي للنازحين السوريين إلى لبنان، لأن الوضع مأسوي والمعضلة الأساسية تكمن في إمكان الإيواء، لذلك سنلجأ اليوم إلى إقامة مركز استقبال يضم نحو 80 الى 200 خيمة بحسب الحاجة، وهو مركز استقبال موقت ريثم يتم نقل النازحين إلى أماكن لإيوائهم». وأضاف: «لبنان لا يستطيع أن يستمر في مواجهة تداعيات الأزمة من دون البحث في جذورها، ولا يستطيع أن يستمر فقط في العمل الإغاثي، بل بات مطلوباً منه مطالبة الدول الكبرى، صاحبة الشأن والمعنية بمعالجة الموضوع السوري، باللجوء إلى إجراءات مختلفة». وناشد الدولة أن «تطلب من الدول الكبرى المؤثرة التي تسعى لعقد مؤتمر جنيف-2، أن تقوم ببعض الإجراءات التي تخفف أعباء النزوح على لبنان مثل إقامة ممرات إنسانية لإغاثة النازحين أو المحاصرين داخل سورية، واتخاذ بعض الترتيبات الأمنية مثل وقف إطلاق النار وإقامة مخيمات داخل الأراضي السورية وغير ذلك». بلامبلي والتقى ميقاتي المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى لبنان ديريك بلامبلي الذي قال بعد اللقاء: «بحثت مع رئيس الحكومة في خططنا لمساعدة لبنان لمواجهة تداعيات الأزمة السورية والتي ستشكل المحور الأساسي لاجتماعاتي في نيويورك خلال الأيام المقبلة، حيث سينعقد مجلس الامن». إلى ذلك، أوضح رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني خلدون الشريف خلال مشاركته في اجتماع اللجنة الاستشارية للأونروا في البحر الميت في الأردن أن «لبنان تفرد باستقبال العدد الأكبر من السوريين والفلسطينيين النازحين ولم يقفل حدوده يوماً، ما رتب عليه أعباء وضغوطاً سياسية واجتماعية واقتصادية وأمنية لا قدرة له على احتمالها». وشدد على «عدم توطين الفلسطينيين إلا في ديارهم والتزام الدول المانحة والجامعة العربية تعهداتها ومواكبة المفاوضات بكل مراحلها والعمل على تعزيز فرص نجاحها».