أقلق النزوح السوري المستجد إلى لبنان وتحديداً إلى بلدة عرسال الحدودية خلال الساعات ال48 الماضية نتيجة المعارك الضارية الجارية في بلدة قارة أولى بلدات منطقة القلمون السورية من ناحية الشمال، المسؤولين اللبنانين على المستويين الإغاثي والأمني. وفيما يتوقع أن يطرح اليوم رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الكلمة التي سيلقيها أمام القمة العربية - الأفريقية الاقتصادية الثالثة في الكويت، ملف النازحين السوريين ويحذر من انعدام قدرة مؤسسات الدولة على استيعاب هذا اللجوء المتنامي بسرعة كبيرة، كشف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمام وفد الهيئات الاقتصادية عن بحث يجري «مع الأممالمتحدة في سبل معالجة معضلة النزوح لجهة إقامة مخيمات للنازحين داخل الأراضي السورية وإجراءات جديدة نتخذها لضبط الحدود مع سورية». وقتل أمس، لبنانيان من أبناء بلدة عرسال بغارة لمروحية سورية لاحقتهما أثناء نقلهما بسيارة «بيك أب» جرحى من بلدة قارة إلى عرسال فيما تقطعت أطراف أحد الجرحى. وكانت عرسال نامت على وقع معارك ضارية جرت في بلدة قارة بين الجيش النظامي السوري ومسلحي المعارضة. ورد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أمس على الخطابين الأخيرين للأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله في معرض تبريره ذهاب مقاتلي الحزب إلى سورية بالقول: «لو كان صحيحاً أنه يريد تجنب العرقنة في لبنان لكان سمح بانتشار الجيش اللبناني على الحدود الشرقية والشمالية، ولما استطاعت مجموعات من هنا وهناك أن تذهب إلى سورية». وفيما اعتبر رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط أن لبنان يعيش «شحاً سياسياً في انتظار المبادرة الخارجيّة التي تحدث عنها الرئيس نبيه بري لإخراجنا من هذه الدوامة المغلقة التي سقط فيها كل المجتمع السياسي اللبناني بفعل إقفال كل منافذ الحوار»، أكد وزير الثقافة والإعلام السعودي عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة «أن المملكة قيادة وشعباً يهمها جداً وضعُ لبنان، وهي حريصة على أمنه واستقراره وازدهاره». وحرص السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد هيل على تأكيد أن «أي ترتيب يتوصل إليه المجتمع الدولي» في المنطقة، «لن يغيّر في تحالفات الولاياتالمتحدة وصداقاتها»، مشدداً على أن المحادثات الأميركية مع إيران «لن تُضعف بأي حال من الأحوال قوة وصمود التزام الولاياتالمتحدة بالقيم المشتركة بين اللبنانيين والأميركيين». وتحدث عن «وجود إجماع دولي على مساعدة لبنان في حماية نفسه من آثار الحرب في سورية، وهذا الإجماع الدولي يحتضن إعلان بعبدا، وقراري مجلس الأمن 1701 و1559، ويسعى إلى إعطاء مؤسسات الدولة اللبنانية الأدوات اللازمة لتنفيذها». وإذ ذكر الديبلوماسي الأميركي بأن «سياسة النأي بالنفس اللبنانية عن الصراع السوري هي السياسة الصحيحة»، نبه «الجماعات اللبنانية التي تنتهك هذه السياسة إلى أنها تضع مصالحها الضيقة ومصالح رعاتها في الخارج فوق مصالح الأمة اللبنانية والشعب اللبناني».