طالب الرئيس فرانسوا هولاند إسرائيل ب «وقف الاستيطان بشكل كامل ونهائي»، كما دعا الفلسطينيين الى اعتماد «حل واقعي» لقضية اللاجئين، في وقت قال الرئيس محمود عباس إنه ملتزم المبادرة العربية في هذا الصدد. وقال هولاندK خلال زيارة قصيرة لرام اللهK إن «الاستيطان يعقد المفاوضات، ويصعّب الحل على أساس دولتيْن عاصمتهما القدس»، داعياً الى وقفه كلياً ونهائياً. وكان الرئيس الفرنسي اعتمد خطاباً حذراً في موضوع الاستيطان في بداية زيارته لإسرائيل أول من أمس، اذ سئل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إن كان يوافق على وصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري للاستيطان بأنه غير شرعي، فرد: «إن لكل أسلوباً مختلفاً». وخاطب هولاند الفلسطينيين أمس باللغة العربية، قائلاً: «تعيش الصداقة بين فرنساوفلسطين». وجدد موقف فرنسا للتسوية السياسية، قائلاً: «إن الحل هو الوصول إلى السلام بقيام دولتيْن لشعبيْن يعيشان جنباً إلى جنب بسلام، وأن تكون القدس عاصمة للدولتيْن، وأن تكون الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، مع إمكان تبادل أراضٍ، وإيجاد آلية دولية للتعويض (على اللاجئين)، وهذا ما يجب الذهاب فيه إلى النهاية في طريق السلام». وفي رده على سؤال عن المبادرة التي يأملها من الفلسطينيين، دعاهم الى «تحديد موقفهم من قضية اللاجئين»، مشدداً على ضرورة إيجاد «حل واقعي لهذه القضية». وقال إن فرنسا ستنظم عام 2014 مؤتمراً للمانحين للسلطة الفلسطينية. ولوحظ ان رئيس الجمعية اليهودية الفرنسية روجيه كيكرمان الذي كان من بين ضيوف هولاند في زيارته لإسرائيل، كان أيضاً من ضمن الوفد الذي رافقه الى رام الله، وهو ما استغربته مصادر عربية، خصوصاً أن مواقف كيكرمان معادية للفلسطينيين. وتطرق هولاند الى ذلك ضمنياً، مشيرا الى «أن بعض ممثلي الطائفة اليهودية في فرنسا أراد الحضور الى رام الله لفهم ذهنية الشعب الفلسطيني». وقال إن 3 أشهر من أصل الأشهر التسعة المحددة للمفاوضات، مرت من دون تقدم حقيقي». وخلال الزيارة، تم توقيع خمسة اتفاقات ثنائية بين السلطة وفرنسا بحضور الرئيسيْن، قبل توجه هولاند الى ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات لوضع إكليل من الورود، ثم زيارة متحف الشاعر الفلسطيني محمود درويش. وكان هولاند بدأ زيارته للقدس الشرقية بالتوجه الى كنيسة سانت آن حيث التقى أساقفة مسيحيين وشخصيات فلسطينية. وسئل هولاند عن سبب عدم توازن جدول زيارته لإسرائيل والتي استغرقت 48 ساعة في حين لم تتجاوز ساعات قليلة في الأراضي الفلسطينية، فرد بأن ذلك يعود الى اضطرار عباس للمغادرة الى الكويت من أجل المشاركة في القمة العربية - الإفريقية بالغة الأهمية، و»إلا لكنا خططنا لزيارة مختلفة الشكل». ورد عباس قائلاً إن موقف فرنسا متوازن جداً، وإنها صديقة لإسرائيل وللفلسطينيين، وباستطاعتها أن تلعب دوراً مهماً من هذا المنطلق. وأكد عباس انه رغم استقالة الوفد الفلسطيني المفاوض، فهو ماض قدماً في المفاوضات، وأنه بحث وهولاند في تطورات عملية السلام والعقبات أمامها، مشيراً إلى أن أكبر التهديدات هو النشاط الاستيطاني، بما في ذلك في القدسالشرقية، والاعتداء على المقدسات، واستمرار احتجاز آلاف الأسرى. وأعلن تمسكه بالمبادرة العربية التي تبناها مجلس الجامعة العربية عام 2002، خصوصاً في ما يتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين، مشيراً الى ان «القرار نص على حل قضية اللاجئين حلاً عادلاً متفقاً عليه». وشدد على وجود «خمسة ملايين لاجئ فلسطيني يجب ان تُحل مشكلتهم حتى نقول إن الصراع انتهى». ورافقت هولاند الى الأراضي الفلسطينية صديقته فاليري تريرفيلير التي زارت المركز الثقافي الفرنسي في رام الله، فيما أعلن هولاند إنشاء مدرسة فرنسية في المدينة، قبل أن يغادر الأراضي الفلسطينية متوجهاً الى الكنيست الإسرائيلية عصر أمس حيث ألقى خطاباً أمام النواب الإسرائيليين. ومن على منبر الكنيست وبحضور هولاند، وجه نتانياهو كلامه الى عباس قائلاً: «أدعوه من هنا لكسر الجمود. تعال الى الكنيست، وسآتي الى رام الله. إصعد على هذه المنصة واعترف بالحقيقة التاريخية: لدى اليهود رابط عمره نحو أربعة آلاف عام مع أرض إسرائيل». وفي نيويورك (الحياة)، صوّتت فلسطين للمرة الأولى منذ الاعتراف بها دولة غير عضو في الأممالمتحدة، في انتخابات اختيار قاض للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس.