طالب الرئيس فرنسوا هولاند خلال زيارته للأراضي الفلسطينية امس ب «الوقف الكامل والنهائي» للاستيطان في الأراضي المحتلة، كما دعا الفلسطينيين الى «حل واقعي» لقضية اللاجئين. من جانبه، رد الرئيس محمود عباس بإعلان التزامه المبادرة العربية التي تدعو الى حل عادل ومتفق عليه لهذه القضية. وكان هولاند يتكلم في المقاطعة، مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله في الضفة الغربية، في أول زيارة رسمية يقوم بها للأراضي الفلسطينية. ووصل هولاند قبل الساعة الحادية عشرة صباحاً بالتوقيت المحلي، وكان في استقباله الرئيس الفلسطيني ومجموعة من المسؤولين، من بينهم رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض الدكتور صائب عريقات. وقبل المحادثات، وضع أكليلاً من الورود على قبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي توفي عام 2004 في مستشفى عسكري قرب باريس. الاستيطان وقال هولاند في مؤتمر صحافي مشترك مع عباس: «للتوصل الى اتفاق (سلام فلسطيني - إسرائيلي)، تطلب فرنسا الوقف الكامل والنهائي للاستيطان» الذي أكد أنه «يعقد المفاوضات (السلام) ويجعل حل الدولتين صعباً». وأضاف أن إقامة الدولة الفلسطينية هي الضمانة الفضلى لأمن الإسرائيليين. وحدد موقفه السياسي تجاه القضية الفلسطينية ب «دولتيْن لشعبيْن تعيشان بسلام جنباً إلى جنب، والقدس عاصمة للدولتين، وحدود آمنة ومعترف بها على حدود عام 1967». وقال: «يجب الذهاب إلى نهاية الطريق والتزام عملية السلام، وهذا يتطلب الوقف التام والكامل للاستيطان لأنه يهدد حل الدولتين، وقلت ذلك للأصدقاء في إسرائيل». قضية اللاجئين وأشار الى «إمكان وجود آلية للتعويض» على اللاجئين. وفي رده على سؤال صحافي عن المبادرة التي يأملها من الفلسطينيين، دعا الفلسطينيين الى «تحديد موقفهم من قضية اللاجئين». وقال إن «البوادر ضرورية للوصول للمفاوضات، وإن لم يكن هناك بوادر من طرف للآخر فسنبقى مكاننا، المبادرة المطلوبة من الجانب الإسرائيلي هي وقف الاستيطان، ومن الجانب الفلسطيني تأجيل بحث مسألة اللاجئين، وتحدثنا مع الرئيس عباس بهذا الموضوع، كما تحدثنا عن ضرورة إيجاد حل واقعي لهذه القضية». في هذا الصدد، قال عباس إن «هناك خمسة ملايين لاجئ فلسطيني يجب أن تحل مشكلتهم حتى نقول انتهى الصراع». وأضاف: «ملتزمون ما أقرته مبادرة السلام العربية في هذا الخصوص، والتي تبنتها الأممالمتحدة وأصبحت قراراً يحمل الرقم 1515». وتابع أن «القرار نص على حل قضية اللاجئين حلاً عادلاً متفقاً عليه». ونصت المبادرة العربية التي أعلنت في الدورة الرابعة عشر للقمة العربية التي عقدت في بيروت على «التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرقم 194». وقال عباس ان السلام العادل وإنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدسالشرقية، هي الضمان الأكيد للأمن والاستقرار الذي سينعكس على المنطقة. التعاون والدعم وأشار هولاند إلى ضرورة الاستمرار بدعم التنمية الاقتصادية والثقافية في كل فلسطين، لافتاً إلى أن حجم الدعم الفرنسي بلغ عام 2007 نحو 300 مليون يورو، وأن المساهمة الفرنسية في هذا المجال هي الأعلى على مستوى الدعم لفلسطين، بالتعاون مع الدول المانحة والاتحاد الأوروبي، لجعل هذه المساهمة فاعلة وشفافة لضمان أن تصل للفئات الأكثر احتياجاً. وشدد على ضرورة أن تبدأ الشركات الفرنسية عملها في فلسطين، وضرورة تفعيل الجانب الثقافي عبر الاتفاقات التي وقعت وافتتاح مدرسة ثانوية فرنسية في رام الله، والتأكيد على عمل المركز الثقافي الفرنسي الوحيد العامل في قطاع غزة، وما يقدمه من دعم في مجال دعم حقوق المرأة، مؤكداً استعداد فرنسا لاستضافة مؤتمر جديد للمانحين في باريس العام المقبل. وقبل المؤتمر الصحافي، وقع وزراء بحضور الرئيسين خمسة اتفاقات تعاون في مجالات: الطاقة في فلسطين، والحكم المحلي، وإنشاء مدارس، والنقل، والتخطيط. وقال عباس في المؤتمر إن «هذا المشهد الذي رأيتموه الآن هو جزء بسيط من الدعم الذي تقدمه فرنسا رئيساً وحكومة»، واصفاً زيارة الرئيس الفرنسي إلى رام الله ب «التاريخية»، وطالبه بعقد مؤتمر اقتصادي للمانحين في فرنسا، على غرار مؤتمر باريس الذي عقد عام 2007.