واشنطن - أ ف ب - اعتبر رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي الاميركي (البنك المركزي) بن برنانكي ان الانكماش الاقتصادي الاميركي الذي بدأ في كانون الاول (ديسمبر) 2007 انتهى، بعد سنة من الفوضى المالية التي بدأت مع افلاس مصرف «ليمان براذرز». وقال برنانكي في مؤتمر صحافي في «مؤسسة بروكينغ» في واشنطن ليل أول من أمس بعد سنة بالتمام من افلاس مصرف الاعمال الاميركي «ليمان براذرز»: «من ناحية تقنية، يُرجح جداً ان يكون الانكماش انتهى في هذه المرحلة». واعتبر الافلاس المدوي لهذا المصرف، العامل الذي اطلق حالاً من الذعر المالي أغرقت الاقتصاد الاميركي في انكماش بدأ قبل تسعة أشهر على رغم التحرك السريع وغير المسبوق للسلطات العامة لاحتواء الأزمة المالية. ونظراً إلى ما يُعرف عن برنانكي من حذر، يساوي تصريحه هذا إقراراً بأن فترة الانكماش الأطول في الولاياتالمتحدة منذ عام 1945 انتهت فعلاً. وينسجم التصريح مع ما أظهره محضر الاجتماع الاخير للجنة السياسة النقدية في مجلس الاحتياط في 9 ايلول (سبتمبر) الجاري. وكرر برنانكي توقعات البنك المركزي بأن الانتعاش سيكون بطيئاً جداً وأن نسبة البطالة ستواصل الارتفاع حتى نهاية السنة ولفترة كبيرة من عام 2010. وأشار برنانكي إلى مؤشرات «مشجعة» بالنسبة إلى المصارف الاميركية التي قال إنها أصبحت أقل تبعية لبرامج الإنقاذ التي وضعها البنك المركزي للتصدي للأزمة. ويعود تحديد نهاية الانكماش رسمياً إلى «المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية»، لكن ثمة إجماعاً بين الخبراء الاقتصاديين على ان الانكماش انتهى في آب (اغسطس) الماضي. وكان وزير الخزانة الاميركي تيموثي غايتنر اعتبر في بداية ايلول الجاري ان الانتعاش بدأ في شكل بطيء جداً. والاثنين الماضي، وضعت وزارة الخزانة قواعد تقليص الدعم المخصص للنظام المالي في البلاد. وبدأت عملية إنهاء العمل ببرامج وُضعت خصيصاً للتصدي لأزمة المال. لكن الوزارة اشارت إلى «استمرار حاجة شديدة للابقاء على بعض سياسات الدعم الاستثنائية التي اعتُمدت» في مواجهة الأزمة «نظراً إلى ان العودة إلى الوضع الطبيعي لاسواق المال لا يزال حتى اليوم جزئياً وهشاً، ولا يزال الانتعاش الاقتصادي في المهد، في افضل التقديرات». ولا تزال برامج دعم السيولة والقروض التي وضعها مجلس الاحتياط وقيمتها مئات بلايين الدولارات سارية، بل ان العمل ببعضها مُدّد إلى ما بعد نهاية 2009. وتجتمع لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي في 22 و23 ايلول الجاري، ويُتوقع ان تتمحور مناقشاتها حول أفضل الوسائل وأكثرها مرونة لتقليص المساعدات المقدمة من البنك المركزي في الوقت المناسب. واستبعد الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين الماضي اعتماد خطة انعاش جديدة للموازنة بعد تلك التي بلغت قيمتها 787 بليون دولار وصدرت في شباط (فبراير). غير ان السلطات الاميركية، مثل كثير من السلطات في البلدان المتقدمة او الناشئة في مجموعة العشرين، تعتبر من المبكر ان تترك الدولة الاقتصاد يواجه مصيره بمفرده. وقال غايتنر ليل أول من أمس لتلفزيون «أي بي س»: «سنحتاج إلى مزيد من الوقت للخروج» من الأزمة، معتبراً أن لا وصفة «فورية» متاحة تسمح بحل كل الامور في شكل «سريع وسهل».