«أضخم ما صنعته يد البشر عبر تاريخهم». بتلك الكلمات يوصف مشروع «مصعد الفضاء» المخصّص لإطلاق أقمار اصطناعية، وهو من أبرز المشاريع العمليّة التي ربما تحققت في منتصف القرن 21. يتألّف من كابل بطول مئة ألف كيلومتراً، يستطيع نقل مركبة بوزن 10 أطنان، بسرعة 200 كيلومتر في الساعة، وبكلفة أقل بقرابة ألف مرّة عن إطلاقها عبر صاروخ إلى مدار حول الأرض! أول من اقترح هذا التركيب الهائل هو الروسي قنسطنطين تسيولوكوفسكي في العام...1895! وبات ممكناً تركيب هذا الكابل، بفضل التقدّم في تقنيات النانوتكنولوجيا. تنكب عشرات المؤسسات على بحوث هذا المشروع، بينها وكالة «ناسا» التي صنعت فعليّاً كابلاً بطول بضع عشرات الأمتار. ويتمثّل الجزء الأول من المشروع، في صنع كابل يرتفع إلى 36 ألف كيلومتر، بالاستناد إلى قاعدة مستقرّة على الأرض. وتعتقد شركة «أوبايشي» Obayashi التي يقودها الياباني يوجي أوشيكاوا وتتخصّص في ناطحات السحاب، أن هذا الجزء سيرى النور في منتصف القرن الجاري. وفي هذه الحال، يكون الكابل مناسباً لهبوط الأقمار الاصطناعيّة من مداراتها. بعد 15 سنة، يظهر النموذج الأولى لطائرة فائقة السرعة، بمعنى أنها تطير بخمسة أضعاف سرعة الصوت، فتفوق سرعة طائرة ال «كونكورد» التي افتتحت عصر الطيران بسرعة الصوت، بقرابة 2.5 ضعف، وتتفوّق على سرعة طائرات السفر الحاليّة بستة أضعاف! وفي تلك السرعة، يتوجّب أن تحلّق الطائرة على ارتفاع 25 كيلومتراً، فيما طائرات الركاب الحالية ترتفع إلى ما يتراوح بين 10 و12 كيلومتراً. ويعني هذا إمكان السفر بين باريس وطوكيو في أقل من 3 ساعات. وتعمل شركة «إرباص» على هذا المشروع الذي يفترض أيضاً أن تتمكن الطائرة من الانخفاض من تحليقها العالي من دون خلخلة أجسام الركاب، وأن تخفّض سرعتها لتهبط على الأرض...برفق! تلسكوب يرصد كائنات فضائية. ليس خيالاً هوليوودياً، بل مشاريع نائمة فعليّاً في ملفّات وكالتا «ناسا» الأميركية ونظيرتها الأوروبية للفضاء. يتألّف التلسكوب من خمسين مسباراً صغيراً يشكّلون تلسكوباً ضخماً افتراضياً، يستطيع رصد كواكب سيّارة بعيدة، بل التعرّف على تركيبتها الكيماوية. ينتظر هذا التلسكوب الذي يحمل تسميتي «جويست» JWST و»إي- إيلت» E-ELT، تمويلاً يقدّر بضعة بلايين من اليورو. وربما وُلد هذا التلسكوب في منتصف القرن ال 21. استكشاف المذنّبات. فيما تنتظر الأرض بترقّب متوتر مرور المذنّب الشمسي «آيسون» في خريف 2013، يسعى العلماء إلى جعل المذنّبات مصدراً للمعادن. ولغاية الآن، هناك شركتان أميركيتان تعملان على هذا التعدين الفضائي هما «بلانيتري ريسورسز» Planetary Resources و»ديب سبايس إندستري» Deep Space Industry. وتتلقيان تمويلاً قويّاً من شركات المعلوماتية والاتصالات في «وادي السيليكون» الأميركي. وتأملان بإنشاء مناجم مؤتمتة على نيازك قريبة من الأرض، مع حلول العام 2070، ثم التوسّع بعد ذلك فضائياً. وبيّنت بحوث كثيرة أن بعضاً من تلك المذنّبات تكتظ بمعادن تعتبر نادرة على الأرض، كالبلاتين والروديوم. وتتعاون الشركتان لإرسال «ميني- تليسكوب» في العام 2015، لرصد معادن المُذنّبات وتقويم كمّياتها! ويبدو مشروع الشركتين غير بعيد مما بات معروفاً عن سعي «الوكالة الأميركية للفضاء والطيران» («ناسا») إنجاز مشروع لسكنى المُذنّبات، يوصف بأنه الهدف الكبير المقبل في أجندة ال «ناسا» وصولاً إلى العام 2025.