بين ترانيم الاغتراب الروحي، وعلى أنغام العود الدافئة ترقص حروف الكلمات التي يخطها الخطاطون على اللوحة البيضاء في إحدى زوايا شارع المتنبي في بغداد حيث يجتمع بعضهم بشكل أسبوعي لاستعراض قدراتهم. بعض الخطاطين المغتربين يمرون قرب المكان ليتحدثوا عن تجربتهم في بلد الاغتراب الذي يجمع بين الهناء والعناء، عناء الطريق الصعب قبل الوصول إلى المبتغى وهناء الآفاق الواسعة من الحرية التي يفتقدها أقرانهم في الوطن الأم. يقول محمد سلمان أحد الخطاطين الذين دأبوا على حضور جلسات الخط، إن الخط العربي يمتاز بتكويناته الجيورافيكية بعيداً من دلالات التكوين المؤسس على معنى النص، فهو يرسم صورة للأشياء. أحد الخطاطين قال إن هذه الجلسات ستتوقف قريباً حيث يحاول بعض المشاركين إقامة جلسات مماثلة في أيام الجمع بدلاً من الأيام العادية، ليتمكن الجميع من مشاهدة عروض الخط ولا تقتصر على مباريات فردية بين الموهوبين بالخط. وقال الخطاط الشاب عمر ساجت إنه شارك في مباريات الخط قبل شهرين ثم دأب على حضورها كلما اتفق الخطاطون على ذلك. ويضيف: «المباريات جميلة وهي توفر لنا فرصة اللقاء والتعرف على بعضنا البعض وايجاد نوع من الحوار بين الخطاطين العراقيين. بعض الخطاطين تنافسوا على الخط باللغة اللاتينية، وعن ذلك يقول الخطاط جمعة سالم إن هناك فرق كبير بين اللغتين من ناحية الخط، فاللاتينية سهلة، أما العربية فهي صعبة لكنها جميلة». جمالية المكان والمباراة زادتها نغمات العود الذي كان يعزف عليه أحد الشباب الموهوبين، فبدت ريشة الخط التي استخدمها المتبارون وكأنها ترقص بشوق على تلك النغمات الجميلة. «سنتوقف لكننا سنعيد الكرة مرات عدة في أيام الجمع». يضيف سالم.