أكد سعادة الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف رئيس اللجنة التحضيرية لملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي أن النساء المشاركات في الملتقى سوف يتابعن المحاضرات والندوات والبرنامج الثقافي للملتقى من خلال الشاشات المعدة في القسم النسائي، وستكون نسبتهن في المشاركة جيدة ، كما أن بعضهن سيعرض تجربته في الخط على الزائرات ، لافتاً إلى أن اختيار المشاركات خضع لنتائج تحكيم الأعمال اللاتي يرغبن في عرضها في المعرض المصاحب للملتقى وفق المعايير المحددة لذلك . وأوضح سعادته تفاصيل الملتقى والمشاركين فيه والهدف منه ، فقال : إن 280 من أشهر الخطاطين سيشاركون في الملتقى العالمي ، منهم من خط كتاب الله بالكامل ومنهم من خط أجزاء منه، والدعوة ، مبيناً أن التقنية الحديثة لا يمكن أن تلغي الخط لأنه علم وفن وموهبة ، وأن فكرة تنظيم ملتقى لأشهر خطاطي المصحف الشريف في هذا الوقت بالذات انبثقت من خلال اهتمام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالقرآن الكريم، ونظراً للدور الرائد الذي يقوم به مجمع الملك فهد في هذا المجال، وما يتصف به من مرجعية في كتابة المصحف ومراجعته وتدقيقه وطباعته وكل ما يتعلق به من علوم وفنون الخط والزخرفة. وقال : إنه من تمام فضل الله على المملكة أن وفق قيادتها لاتخاذ القرآن الكريم أساساً ودستوراً لشؤون الحكم والحياة، وخدمته والعناية به وإنشاء مجمع خاص لطباعته ونشره وتوزيعه، وما صدور الموافقة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - على أن يعقد ملتقى بعنوان : "ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم" تحت رعايته الكريمة إلا إحدى الدعائم القوية والركائز السخية التي تقدمها قيادتنا الرشيدة لخدمة القرآن الكريم. واستعرض الدكتور العوفي أهداف الملتقى وهي : تقدير جهود أمهر خطاطي المصحف الشريف وتكريمهم والاحتفاء بهم ، وتجلية تجارب أبرع الخطاطين في كتابة المصحف، وبيان مناهجهم في ذلك؛ للإفادة منها ، وإبراز الرسالة التي يحملها خطاط المصحف الشريف ، والعمل على إيجاد ضوابط مرعية في زخرفة المصاحف ، ودراسة سبل التوفيق بين خطوط الخطاطين والحاسب الآلي؛ خدمة للخط العربي ، والاهتمام بالخط العربي والدراسات حوله، ومحاولة الوصول إلى توافق وتقارب في مصطلحاته ، وعرض نماذج من المصاحف وغيرها بخطوط الخطاطين المبدعين، ولوحات جمالية في فنون الزخرفة ، وتنمية التذوق الجمالي للخطوط واكتشاف طاقات واعدة من خطاطي المصحف الموهوبين ، وتشجيع التواصل بين خطاطي المصاحف، والمهتمين والمختصين في دراسة الخط العربي والزخرفة. وحول مدى استفادة المجمع من هذا الملتقى ، أجاب الأمين العام للمجمع ورئيس اللجنة التحضيرية أن المجمع ينشد تحقيق الإفادة التامة من موضوع الملتقى وليس فقط الاستفادة من مشاركة نخبة ممن تشرفوا بكتابة المصحف، والمهتمين بعلم الرسم العثماني وقضايا الخط العربي، والزخرفة ، فالخط العربي أمامه تحديات فرضتها ظروف العصر من تقنيات معاصرة، وانتشار اللغات الأجنبية، وظهور الحاسب الآلي وابتكار خطوط متنوعة فيه، وأمام تلك التحديات وجد الخط العربي من يدعمه، ويشجع الخطاطين سواءً بفتح المدارس والمعاهد المعنية بالخط، أوعقد المسابقات والملتقيات، وإقامة المعارض لأنواع الخط المختلفة وفنون الزخرفة، وما الملتقى الذي نحن بصدده سوى أحد مظاهر الاهتمام بالخط، وتنمية التعاون بين الخطاطين والمؤسسات والمعاهد المعنية به. وأكد أمين عام المجمع أن الدعوة كانت مفتوحة للمشاركة في الملتقى على المؤسسات العلمية ، ومتاحة لمن تنطبق عليه شروط المشاركة التي وُضعت من قبل المجمع، ولذلك تجد مشاركة من الأفراد ، والمؤسسات ، والمعاهد المتخصصة ، والمهتمة بكتابة المصحف الشريف ، وبعلم الرسم العثماني وقضايا الخط العربي ، والزخرفة ، وبناءً عليه تتضمن فعاليات الملتقى عروض وتجارب شخصية في الخط من أبرز الخطاطين والخطاطات، ومحاضرات، وندوات. وأوضح سعادته أن المجمع حتى يتلقي طلبات المشاركة ، فقد أعد من خلال اللجان المكوّنة للملتقى استبانة طلب مشاركة تتضمن معلومات شخصية، والمؤهلات، والخطوط التي يتقنها الخطاط، والمصاحف التي تشرف بكتابتها، وملخص عن رحلة الخطاط في كتابة المصحف الشريف أو الخط العربي، والأعمال التي يرغب في المشاركة بها في الملتقى، ومشاركاته السابقة في المؤتمرات، والندوات، والملتقيات، والمسابقات، والتحكيم، والسيرة الوظيفية، وأسماء الذين يرشحهم للمشاركة وسواءً كان الترشيح شخصي أو من قبل جهة معتبرة، تمُرّ الأعمال المرسلة للملتقى بتحكيم علمي من قبل لجنة متخصصة. وأضاف رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى أن الخطاطين المشاركين منهم من خط المصحف الشريف بالكامل، ومنهم من خط جزءاً منه، ومنهم برع في فن الخط أو الزخرفة بشكل عام وخط أو رسم لوحاتٍ غاية في الجمال، والعبرة بانطباق ضوابط الكتابة، ونوع الخط وإبراز شخصية الخطاط من خلال أعماله في كتابة المصحف الشريف ، مبيناً أنه كلما تقدمت التقنيات المعاصرة، كلما كان الخطاط المتميز نادراً، فالخط علم وفن، وموهبة قلما تتوافر في شخص، ويتطلب الأمر صقلها وتطويرها باستخدام التقنيات المعاصرة، وعليه فإن جمع أكبر عدد من أشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم فيه خير كثير للخط وكتابة المصحف الشريف ، ولا بأس من تطويع التقنيات الحديثة لخدمة الخطاطين، ولغرض كتابة المصحف وفق المعطيات التقنية وفي الوقت نفسه تمكين الموهوبين من الخطاطين من الانطلاق فيما يكتبونه. وأعلن الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي أن الملتقى سيصاحبه معرض ببرامج خط المصحف الشريف على الحاسوب أُعدّ له جيداً يغطى هذا الموضوع وغيره مما يتعلق بكتابة المصحف الشريف، وعلى سبيل المثال ستقام ندوة ضمن البرنامج الثقافي للملتقى عن مشروع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف للخطوط الحاسوبية المطابقة والموافقة لمصحف المدينة النبوية، كما ستقام ندوة عن: (الخط العربي بين الخطاطين والمبرمجين). وفيما إذا كان الملتقى سيكون للمرة الأولى أم بداية لسلسلة ملتقيات ، أجاب سعادة الأمين العام للمجمع رئيس اللجنة التحضيرية أن ذلك يتوقف على ما سيسفر عنه الملتقى من توصيات ، كما أن الملتقى سينتج فيلماً وثائقياً لأشهر من قاموا بخط المصحف ، حيث تم تكوين لجنة للفيلم الوثائقي ، وبإذن الله سيصدر عن الملتقى ويغطى مختلف الأمور ذات العلاقة بالخط العربي . واختتم الأستاذ الدكتور محمد العوفي – حديثه - بالإشادة بدعم معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيزآل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع، وتوجيهات معاليه ومتابعته الدقيقة في مختلف شؤون الملتقى ، داعياً الله أن يحفظ حكومتنا الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني ، وأن يحفظ الله بلادنا الغالية ويديم عزها ونصرها بحفظها وإعزازها لكتاب الله الكريم .